وهشام بن الوليد وهو الذي قتل أبا أزيهر الدوسي بذي المجاز؛ وكان أبو أزيهر زوج أبا سفيان بن حرب والوليد بن المغيرة بنتيه، وأخذ صداقهما؛ ثم دفع زوجة أبي سفيان إليه، ومطل الوليد بن المغيرة حتى حضرت الوليد الوفاة؛ فأوصى الوليد بنيه أن يأخذوا الصداق من أبي أزيهر، وقال: أخاف أن تسبكم العرب أن لم تفعلوه، فأتى أبا أزيهر وهو بذي المجاز، بعد ما مات الوليد؛ فسألوه؛ فقال: " أما وأنتما تحت ظلال السيوف فلا؟ " فضربه هشام بن الوليد، فقتله؛ وكانت في هشام عجلة! فقال حسان بن ثابت يحرض أبا سفيان؛ وكان أبو أزيهر في جوار أبي سفيان؛ فقال:
غدا أهل حضني ذي المجاز بسحرة ... وجار ابن حرب بالمغمس ما يغدو
كساك هشام بن الوليد ثيابه ... فأبل وأخلق بعدها جدداً بعد
فلو أن أشياخاً ببدر تشاهدوا ... لبل نعال القوم معتبط ورد
فما منع العير الضروط ذماره ... وما منعت مخزاة والدها هند
فاعتقد يزيد بن أبي سفيان لواء، وجمع جمعاً، وسار إلى بني مخزوم؛ وبلغ الخبر أبا سفيان؛ فأدركه، وحل لواءه، وفرق جمعه، وقال: " أتريد أن تفرق بين قريش؛ فيقوى علينا محمد! لعمري ما بدوس عجز عن طلب ثأرهم! " والوليد بن الوليد، أسر يوم بدر؛ فلما افتدى أسلمح فقيل: " هلا أسلمت قبل أن تفتدي، وأنت من المسلمين؟ " قال: " كرهت أن تظنوا أني