وولد الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم: خالد بن الوليد، الذي يقال له " سيف الله "؛ كان مباركاً، ميمون النقيبة؛ هاجر بعد الحديبية، هو وعمر بن العاصي، وعثمان بن طلحة؛ فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رمتكم مكة بأفلاذ كبدها ". ولم يزل يوليه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أعنة الخيل، فيكون فيه مقدمتها في محاربة العرب؛ وشهد معه فتح مكة؛ ودخل في مهاجرة العرب في مقدمة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين المهاجرين والأنصار، من أعلى مكة؛ وكان خالد يوم حنين في مقدمة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ فخرج يومئذ بعد ما هزمت هوازن؛ فأتاه رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في رحله، فنفث على جراحه، فانطلق منها. وبعثه إلى الغميصاء، وكان بها قوم من بني كنانة يقال لهم بنو جذيمة، ومعه بنو سليم؛ فاستباحهم، فادعوا الإسلام فوادهم رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثم حضر مؤتة؛ فلما قتل زيد بن حارثة، وجعفر، وعبد الله بن رواحة، مال المسلمون إلى خالد؛ فانحاز بهم، فعيرهم حين رجعوا إلى المدينة، وقال: " أنتم الفارون! " فشكوا ذلك إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فقال: " بل أنتم الكرارون "، فكف الناس.
وكان خالد أثيراً عند أبي بكر الصديق؛ ولم يزل والياً حتى مات أبو بكر: بعثه إلى طليحة ومن كان معه؛ ثم اتبع أهل الردة من العرب، فهزمهم الله. وفيهم يقول أبو شجرة بن عبد العزى السلمي:
ورويت رمحي من كتيبة خالد ... وإني لأرجو بعدها أن أعمرا