بني هاشم أدوا سلاح ابن أختكم ... ولا تنهبوه لا تحل مناهبه
فإلا تردوه إلينا فإنه ... سواء علينا قاتلاه وسالبة
وأخوه عمارة بن عقبة، نزل الكوفة؛ وله يقول الوليد:
وإن يك ظني بابن أمي صادقاً ... عمارة لا يدرك بدخل ولا وتر
تضاحك أقتال ابن عفان لاهياً ... كأنك لم تسمع تموت أبي عمرو
وقدم معاوية الكوفة؛ فلما صعد المنبر، قال: " أين أبو وهب؟ " فقام إليه الوليد؛ فقال: " أنشدني قولك ":
ألا أبلغ معاوية بن صخر ... فإنك من أخي ثقة مليم
قطعت الدهر كالسوم المعنى ... تهدر في دمشق وما تريم
يمنيك الخلافة كل ركب ... لأنضاء العراق بهم رسيم
فإنك، والكتاب إلى علي ... كدابقة وقد حلم الأديم
لك الخيرات، فأحملنا عليهم ... فإن الطالب الترة الغشوم "
فأنشده إياها. قال: فلما فرغ من إنشادها، قال معاوية:
ومستعجب مما يرى من أناتنا ... ولو زبنته الحرب لم يترمرم
وخرج الوليد من الكوفة يرتاد منزلاً حتى أتى الرقة؛ فنزلها؛ فأعجبته؛ فنزل على البليخ، وقال: " منك المحشر " فمات بها.