responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : أنساب الأشراف المؤلف : البلاذري    الجزء : 1  صفحة : 389
فَلَتَاتُهُ.] [تَرَى جُلَسَاءَهُ يَتَفَاضَلُونَ فِيهِ بِالتَّقْوَى، مُتَوَاضِعِينَ، يوقّرون الكبير، ويرحمون الصغير،] و [يؤثرون ذَا الْحَاجَةِ، وَيَحُوطُونَ الْغَرِيبَ.] قَالَ، قُلْتُ: فَكَيْفَ كَانَتْ سِيرَتُهُ فِي جُلَسَائِهِ؟ قَالَ: [كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَائِمَ الْبِشْرِ، سَهْلَ الْخُلُقِ، لَيِّنَ الْجَانِبِ، لَيْسَ بِفَظٍّ وَلا غَلِيظٍ، وَلا صَخَّابٍ، وَلا عَيَّابٍ،] [وَلا فَحَّاشٍ، وَلا مَدَّاحٍ. يَتَغَافَلُ عَمَّا لا يَشْتَهِيهِ [1] ، وَلا يُؤَيِّسُ مِنْهُ وَلا يُجِيبُ فِيهِ.] قَدْ [تَرَكَ نَفْسَهُ مِنْ ثَلاثٍ: الْمِرَاءِ، وَالإِكْثَارِ، وَمَا لا يَعْنِيهِ. وَتَرَكَ النَّاسَ] [مِنْ ثَلاثٍ: كَانَ لا يَذُمُّ أَحَدًا وَلا يُعَيِّرُهُ، وَلا يَطْلُبُ عَثْرَتَهُ، وَلا يَتَكَلَّمُ إِلا فِيمَا رَجَى ثَوَابَهُ.] فَإِذَا قَالَ، أَطْرَقَ جلساؤه فكأنما على رؤوسهم الطَّيْرُ. وَإِذَا سَكَتَ، تَكَلَّمُوا، لا يُنَازِعُونَ عِنْدَهُ أَحَدًا: مَنْ تَكَلَّمَ أَنْصَتُوا حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ كَلامِهِ.
حَدِيثُهُمْ عِنْدَهُ حَدِيثُ أَوَّلِيَّتِهِمْ. [يَضْحَكُ مِمَّا يَضْحَكُونَ مِنْهُ، وَيَعْجَبُ مِمَّا يَعْجَبُونَ] [مِنْهُ. وَيَصْبِرُ للغريب الجافي في منطقه ومسئلته.] حتى إن كان أصحابه ليستجلبونهم [وَيَقُولُ: إِنْ رَأَيْتُمْ طَالِبَ حَقٍّ، فَارْفِدُوهُ. وَلا يُقْبَلُ [2] الثَّنَاءُ إِلا مِنَ الْمُكَافِئِ،] [وَلا يُقْطَعُ عَلَى أَحَدٍ حَدِيثُهُ حَتَّى يَجُوزَ، فَيَقْطَعُهُ بِنَهْيٍ أَوْ قِيَامٍ. قُلْتُ: فَكَيْفَ] [كَانَ سُكُوتُهُ؟ قَالَ: عَلَى أَرْبَعٍ: الْحِلْمِ، وَالْحَذَرِ، وَالتَّقْدِيرِ، وَالتَّفْكِيرِ] .
[فَأَمَّا تَقْدِيرُهُ، فَفِي تَسْوِيَةِ النَّظَرِ بَيْنَ النَّاسِ، وَاسْتِمَاعِهِ] مِنْهُمْ. وَأَمَّا [تَفْكِيرُهُ، فَفِيمَا يَفْنَى وَيَبْقَى. وَجَمَعَ الْحِلْمَ وَالصَّبْرَ، فَكَانَ لا يُغْضِبُهُ شَيْءٌ وَلا يَسْتَفِزُّهُ. وَجَمَعَ] [ثَلاثًا: أَخْذَهُ بِالْحَسَنِ لِيُقْتَدَى بِهِ، وَتَرْكَهُ الْقَبِيحَ لِيَتَنَاهَى عَنْهُ، وَاجْتِهَادَهُ الرَّأْيَ فِيمَا أصلح أُمَّتَهُ. وَجَمَعَ لَهُمْ خَيْرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ. صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ] .
وَحَدَّثَنِي عَبَّاسُ بْنُ هِشَامٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ، عَنْ عِكْرِمَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:
كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَرَّ النَّاسِ، وَأَطْلَقَهُمْ وَجْهًا، وَأَحْسَنَهُمْ خُلُقًا، يَبْدَأُ مَنْ لَقِيَهُ بِسَلامِهِ، وَإِذَا صَافَحَ رَجُلا لَمْ يُرْسِلْ يَدَهُ حَتَّى يَتْرُكَهَا المصافح له.

[1] خ: تشتهيه.
[2] خ: تقبل.
اسم الکتاب : أنساب الأشراف المؤلف : البلاذري    الجزء : 1  صفحة : 389
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست