اسم الکتاب : الأنساب المؤلف : الصحاري الجزء : 1 صفحة : 6
أبو هريرة: إن اسم امرأة إبليس أوه فيكره للمسلم أن يقول أوه. وولدها مثل الرمل، وسئل الشعبي عن اسم امرأة أبليس فقال: ذلك نكاح ما شهدته. ومما يدل على أن ذُريَّة إبليس تدخل أجواف الحيات أن أبليس دخل في جوف الحَيِّة، وإبليس لا يموت إلى يوم القيامة، وهو الوقت المعلوم: معناه الأجل المعلوم، وهو النفخة الأولى. وقال مقاتل: النفخة الآخرة. وقد اختلف في إنظار إبليس فقال قوم: إنه مُنْظَر إلى يوم القيامة، وقال قوم، بل هو مُنْظَر ولم يبين له الوقت. وكان إبليس يتصور لكفار قريش في صورة سُرَاقَة بن مالك بن جشم المُدْلجي ثم الكِناني، وعلى صورة الشيخ النجدي.
وقال أبو محمد رحمه الله: ولا يجوز لأحد أن يقول إن أحدا من بني آدم يَرَى إبليس، لأن الله تعالى يقول) إنَّهُ يَرَاكُمْ هُوْ وَقَبِيلُةُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ (وكذلك من قال إن الجن يراهم بنو آدم، وإن الجن ينقلبون حَمَاما إن تاب وإلاَ بَرِئَ منه.
" ذكر الجن "
الجِنُّ جماعةُ وَلِد الجان: وجميعهم الجنة، وإنما سموا جنا لأنهم استجنوا من الناس واستتروا ولا يُرّوْن، والجان أبو الجن خلق من نار السَّموُم. ثم خلق منه نَسْلُه. وفي الجن حيُّ مِنْ أشرافهم يقال لهم بنو الشيطان. قال حسّان:
ولى صاحب من بنى الشيطان ... فحِناً أقولُ وحيناً هُوه
وفي الجن حي فىّ يقال لهم الحِنّ، ويقال إن الجِنّ ضَعَفَةُ الجن كما أن الجنيّ إذا كفر وظلم وتعدى وأفسد قيل له شيطان، قال قويَ على البُنيان والحَمْل الثَّقيل وعلى استراق السمع فهو مارد، فإن زاد فهو عفريتٌ، فإن زاد فهو عَبْقَرِيّ. كما أن الرجل إن قاتل في الحروب فاقدم ولم يُحْجِم قيل هو الشُّجَاع، فإن زاد فهو بَطَل، فإن زاد قالوا: ليث هذا قول أبي عبيدة. وبعض يزعم أن الجن والجان جنسان مختلفان، وذهبوا إلى قول الأعرابي الذي أتى بعض الملوك ليكتب في الزَّمّني: إني لَزَمِن. قال:
من ظاهر الداء وداء مستكن ... أبيت أهوى في شياطين ترن
مختلف نجواهم جان وجن ودهُاَةُ الإنس وأبطالهم تسمى جنا، يقال للرجل إذا كان بطلا عاقلا ما هو إلا جِنَّيّ. وكذلك إذا استحسنت المرأة قالوا هذه جنية. قال الشاعر.
جنية. أمْ لَهَا جِنُّ يُعَلمُها ... رَمْىَ القُلُوبِ بَقَوْس مَالَها وَتَرُ
" ذكر خلق آدم عليه السلام وذكر شيء من قصته "
قال ولما أراد الله تبارك وتعالى أن يخلق آدم صلوات الله عليه أمر جبريل عليه السلام فقال إيتني من الأرض من زواياها الأربع من أسودها وأحمرها وطيبها وحزنها وسهلها؟ فلهذا وقع التفاوت بين العباج في الصورة والرحمة. فلما أتى جبريل الأرض ليأخذ منها فقالت: إني أعوذ بعزَّة الذي أرسلك إليّ ألا تأخذ مني اليوم شيئا يكون فيه نصيب للنار غدا. فرجع جبريل ولم يأخذ. وقال: يارب استغاثت الأرض بك فكرهت أن أقدم عليها. فبعث الله عزَّ وجل ميكائِيل عليه السلام وأمره كما أمر جبريل، فأجابت الأرض بجوابها الأوْل فرجع ميكائيل. فبعث الله ملك الموت عليه السلام وأمره كما أمر ميكائيل. فاستغاثت الأرض بالله فلم يقبل. وأخذ من زواياها كما أمر الله سبحانه. قال فأُلْقِيَ حتى صار طينا لازِباً.
قال: والطين اللازب الطين المُلْتَزِق، ثم تُرِك حتى صار حَمَأ مَسْنُونّا والحمأ المسنون الطين المنُتْن. ثم خلقه الله صورة، فكان أربعين يوما خلقاً حتى يبس، وكان صلصالا كالفخار. والصلصال الذي إذا ضربته صَلْصَل مثل الفخار - ثم تُرِك فَلَبِثَ جَسَدَاً لاروح فيه في طريق الملائكة أربعين سنة، وذلك قوله عز وجل) هَلْ أتى عَلَى الإنْسَانِ حَيْنٌ مِنَ الَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً مَذْكُورا (. والحين الأربعون التي مرت عليه قبل أن تُنفخ فيه الروح - لم يكن شيئا مذكورا يعني خلقا معروفا - فجعلت الملائكة يَنْحِرِفُون عليه ويتعجبون من خلقه، وأشفق منه عَدُوُّ الله إبليس أي خاف منه حين نظر إليه.
اسم الکتاب : الأنساب المؤلف : الصحاري الجزء : 1 صفحة : 6