responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الأنساب المؤلف : الصحاري    الجزء : 1  صفحة : 5
وكان إبليسُ لعنه الله. في جُنْدٍ من الملائكة في السماء الدنيا، وكانوا أهون أهل السموات عملا، وكان إبليس رئيسهم، وكانوا خُزَّانَ الجنان، وكان يقال لذلك الجند: الجنّ، اشتق لهم اسمّ من الجنة، ومعه مَقَالِيدُ الجنان قال فاقَتتل الجنُّ وهو بنو الجان فيما بينهم وعملوا بالمعاصي وسفكوا الدماء وقتلوا بعضهم بعضا قال: فبعث الله إبليس ومعه جندُّ من الملائكة من السماء الدنيا، وهبطوا إلى الأرض، فأجْلوا مِنْها الجِنَّ وألحقوهم بجزائر البحور وأطراف الجبال وسكن إبليس والجنود الذين معه الأرض وخُفِّفَت عنهم العبادة، وهانت عليهم، وأحبوا المُكْثَ فيها بتخفيف العبادة، وكان اسم ابليس في الملائكة عَزَاَزِيل، وسمى إبليس حين غَضِبَ الله عليه. فلما أراد الله أن يَخْلُقَ آدمَ وذُرِّيَتَه فيكونوا هو عمار الأرض، قال للملائكة الذين هم مع إبليس في الأرض، ولم يعن الملائكة الذين في السماء) إنِّي جَاعِلٌ فِي الأرضِ خِلِيفَةً (ورَافِعُكُم منها إلى السماء. فوجدوا من ذلك وَجْداً شديدا. أي شكوا لأن العبادة خُفِّفَت عليهم. فقالوا: ربنا) أتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ (يعني يعصيك فيها كما أفْسَدت الجنُّ بَنو الجانَّ، وسَفكوا الدماء.) ونحنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إنِّي أعْلَمُ مَاَلا تَعْلَمونَ (عَلِمَ من إبْلِيسَ المعْصية وخلقه لها، وكان الله تبارك وتعالى قد عَلِمَ أنَّهُ سَيَكُون مِن بني آدم أنبياء ورُسُل وقوّم صَالِحُون مَنْ يُسَبّح بِحمده، ويُقَدِّسُ له، ويطيع أمره.
وعن غيره عن ابن عباس قال: أعْمَرَ الله الارضَ بالجانّ وذريته، وكان إبليس من جُند من الملائكة، يقال لهم الجِنّ.
وعن الحسن: أنه من الجِنّ الذين من نار السموم. ولم يكن من الملائكة، ولكن كان بين ظهرانيهم ولم يكن منهم، وهو أصل الجن وأبوهم. ولم يكن جن قبله، كما أن آدم أصل الإنس وأبوهم، ولم يكن إنس قبله. وكذلك قال: كان إبليس من الكافرين، ولم يكن كافر قبله. وكذلك آدم من المؤمنين ولم يكن مؤمن قبله من الإنس.
وكان الحسن يَحْلِفُ بالله عزَّ وجلّ أن إبليس لم يكن من الملائكة طَرْفَةَ عَيْن، ولكنه دخل في الأمر من الملائكة. وقد قيل إنه أُمِرَ بالسجود مع الملائكة وهو معهم، ويقول الحسن، يقول أصحابنا: لأنه خلق الملائكة من نور، وخلق الجان من نار.
وقال الحسن: أمر الله الملائكة بالسجود لآدم مَكْرُمَةً له على وجه العبودية، وأمر إبليس معهم بذلك وليس هو من الملائكة: لأن الملائكة خلقت من نور، وإبليس خُلِقَ من نار، وكان أسمه عَزَازِيل، وسمي إبليس لأنه أُبلسِ من الخيْرِأي أُوِيس منه، وهو المبلس البائس، والمبلس الحزين التندمِّ..قال الراجز
يا صاح هل تعرف رسما أملسا ... قال نعم أعرفه وأبلسا
وأهملت عيناه من فرط الأسى ويقال المُبِلْسُ المُتَحِّيُر المرتهن، ويقال: هو المفتضح. وقال:
وفي الوجوه صفره وإبلاس
والإبلاس الانكسار والحزن وقال أبو عبيدة. المُبْلِس هو الساكت مع الإياس وقال الأخفش إن الله جلَّ ثناؤه خلق الجان من قبل أن يخلق آدم، وكان إبليس منهم: وكانوا سكنون عمران الأرض واريافها وكان الله سبحانه يرسل إليهم الرسل منهم، وكلما جاءهم رسول كان إبليس يؤمن به ويتبعه والآخرون يجتمعون على قتله، حتى أهلكهم الله، ورفع إبليس إلى السماء، فذلك قول الملائكة عليهم السلام) أتَجَعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ (لمَا رأت منهم، ولم تقل هذا إنكارا على ربها، وإنما هذا على الايجاب لا على الاستفهام، ولم تعلم الغيب وإنما قالت هذا لما رأت من ولد الجان.
وقيل إن الله تعالى لما لعن إبليس خلق منه زوجته الشيطانه مِن ضلعه الأيسر، كما خلقت حواء آدم من ضلعه الأيسر.

اسم الکتاب : الأنساب المؤلف : الصحاري    الجزء : 1  صفحة : 5
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست