اسم الکتاب : منهج محمد بن عبد الوهاب في التفسير المؤلف : الحسيني، مسعد بن مساعد الجزء : 1 صفحة : 395
وسليمان وأيوب[1] وغيرهم من حسن عاقبة الطاعة.
الثالثة عشرة: أن سنة الله في الرسل ومن أتبعهم، وسنته فيمن خالفهم في الدنيا قبل الآخرة، من أظهر البينات للكفار الجهال. فمن لم يفهمها يقال له: كيف زال عقلك؟!
{حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} [2].
فيه مسائل: [1] وجه تخصيص هؤلاء الأنبياء الكرام بالذكر لم أن كل واحد منهم قد ابتلى بلاء ذكر في القرآن فصبر، فآتاهم الله عاقبه الصبر عاجلا مع ما ادخر لهم عنده من الزلفى وحسن المآب.
فثواب الصابر المتقى في الآخرة خير مما أعطى هؤلاء الأنبياء في الدنيا من زينتها {وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} ولهم هم النصيب الأوفر من ذلك "عليهم السلام".
قال الطبري- رحمه الله عند قول الله تعالى: {وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ} سورة يوسف آية "57" ما نصه: يقول تعالى ذكره: ولثواب الله في الآخرة، {خَيْرٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا} يقول: للذين صدقوا الله ورسوله مما أعطى يوسف في الدنيا من تمكينه له في أرض مصر {وَكَانُوا يَتَّقُونَ} .
يقول: وكانوا يتقون الله فيخافون عذابه في خلاق أمره، واستحلال محارمه، فيطيعونه في أمره ونهيه.
انظر تفسير الطبري "13: 7". [2] في "ض" والمطبوعة بعد قوله: {وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا} :إلى آخر السورة.
وفي "ب" بعد قوله: {فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاء} إلى آخر السورة.
اسم الکتاب : منهج محمد بن عبد الوهاب في التفسير المؤلف : الحسيني، مسعد بن مساعد الجزء : 1 صفحة : 395