اسم الکتاب : منهج محمد بن عبد الوهاب في التفسير المؤلف : الحسيني، مسعد بن مساعد الجزء : 1 صفحة : 239
وقوله: "ومنها أن زخرفة القول قد تخرج الباطل في صورة الحق كما في الحديث "إن من البيان لسحرا" [1] فإن اللعين زخرف قوله بأنواع منها: تسمية الشجرة "شجرة الخلد" ومنها تأكيد قوله: {إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ} وغير ذلك مما ذكر في القصة.." [2].
مثل له بما ذكر في آيتين الأولى في سورة "طة" وهي قوله تعالى: {فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لا يَبْلَى} الآية".
والأخرى في سورة "الأعراف" وهي قوله تعالى: {وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ} .
وهكذا بقية الفوائد المستنبطة من القصة هي مستنبطه من سور عديدة، فتحقق بهذا الجمع الموضوعي لهذه القصة بشكل شامل مبسط.
ومما يجدر التنبيه إليه هنا صنيع الشيخ في تصنيف الفوائد المستنبطة من قصة "موسى والخضر" تصنيعاً موضوعيا بديعا مستوحى من هذه القصة وما ورد من بيانها في الكتاب والسنة.
حيث صنف الفوائد المستنبطة إلى أقسام يندرج تحت كل قسم ما يتعلق به من فوائد وعبر عن هذه الأقسام بمسائل وكل مسألة مشتملة على مسائل[3].
فالأولى: ما يتعلق بجلال الله وعظمته وفيه مسائل:
الأولى: معرفة سعة العلم لقوله "ما نقص علمي وعلمك" [4] وهذا من أعظم ما سمعنا من عظمة الله. [1] تخدم تخريجه ص "233". [2] مؤلفات الشيخ/ القسم الرابع/ التفسير ص "93، 94". [3] انظر هذه المسائل في المرجع السابق ص "251" وما بعدها. [4] هذه اللفظة جزء من الحديث المتفق عليه في قصة موسى والخضر عليهما السلام وفيه "فلما ركبا في السفينة جاء عصفور فوقع على حرف السفينة فنقر في البحر نقرة أو نقرتين قال له الخضر: يا موسى ما نقص علمي وعلمك من علم الله إلا مثل ما نقص هذا العصفور بمنقاره من البحر".
رواه البخاري في صحيحه في مواضع منها كتاب أحاديث الأنبياء/ باب حديث الخضر مع موسى عليهما السلام "الفتح 497:6- 499" ح "3400- 3402" ومسلم في صحيحه/ كتاب الفضائل/ باب من فضائل الخضر عليه السلام "1847:4" ح "2380".
اسم الکتاب : منهج محمد بن عبد الوهاب في التفسير المؤلف : الحسيني، مسعد بن مساعد الجزء : 1 صفحة : 239