اسم الکتاب : منهج محمد بن عبد الوهاب في التفسير المؤلف : الحسيني، مسعد بن مساعد الجزء : 1 صفحة : 233
ومنها معرفة قدر الإخلاص عند الله، وحمايته لأهله، لقول اللعين: {إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} [1] فعرف عدو الله أن لا سبيل له على أهل الإخلاص.
ومنها أن كشف العورة مستقر قبحه في الفطر والعقول لقوله: {فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِنْ سَوْآتِهِمَا} [2]. وقد سماه الله فاحشة. منها أنه لا ينبغي للمؤمن أن يغتر بالفجرة بل يكون على حذر منهم ولو قالوا ما قالوا، خصوصاً أولياء الشيطان، الذين تسبق شهادة أحدهم يمينه ويمينه شهادته، فإن اللعين حلف: {إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ} [3].
ومنها أن زخرفة القول قد تخرج الباطل في صوره الحق، كما في الحديث "إن من البيان لسحرا" [4]. فإن اللعين زخرف قوله بأنواع منها: تسمية الشجرة "شجرة الخلد"، ومنها تأكيد قوله: {إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ} وغير ذلك مما ذكر في القصة، فينبغي للمؤمن أن يكون من زخرف القول على حذر، ولا يقنع بظاهرة حتى يعجم العود[5].
وهكذا يتضح في معظم استنباطاته من قصة آدم وإبليس الفائدة ومأخذها، حتى لا يكون هناك مجال لردها، أو ادعاء المبالغة أو التخيل فيها فهي نابعة من صميم القصة وأحداثها.
وقد تكون الفائدة المستنبطة دعما واستدلالا لقاعدة معروفة أو أمر مقرر في الشرع فيقول مثلا:
-ومنها أن في القصة شاهداً لما ذكر في الحديث "إن من العلم جهلا" [6] أي من بعض العلم ما العلم به جهل، والجهل به هو العلم فإن اللعين من أعلم الخلق بأنواع [1] سورة الحجر آية "40" وسورة "ص" آية: "83". [2] سورة الأعراف: آية "20". [3] سورة الأعراف: آية: "21". [4] رواه البخاري في صحيحه في مواضع منها/ كتاب الطب/ باب إن من البيان سحرا. انظر الفتح "10: 247" ح "5767" ومسلم في صحيحه كتاب الجمعة/ باب تخفيف الصلاة والخطبة "594:2" ح "869". [5] مؤلفات الشيخ/ القسم الرابع/ التفسير ص "93، 94". [6] رواه أبو داود في سننه/ كتاب الأدب/ باب ما جاء في الشعر "303:4" ح "5012".
وضعفه الألباني في ضعيف الجامع "1: 193" ح "1989".
اسم الکتاب : منهج محمد بن عبد الوهاب في التفسير المؤلف : الحسيني، مسعد بن مساعد الجزء : 1 صفحة : 233