responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منهج محمد بن عبد الوهاب في التفسير المؤلف : الحسيني، مسعد بن مساعد    الجزء : 1  صفحة : 203
[2]- التحذير من فساد هذه القوة العملية.
وحيث قد بين الشيخ القوة العملية فقد اهتم بحماية جنابها والتحذير مما يناقضها أو يؤثر فيها.
فمن ذلك بيأنه الكفر والمكفرات والشرك وأسبابه وقد تقدم شيء من ذلك[1].
- يقول الشيخ منبهاً على النهي عن فساد القوة العملية عند قول الله تعالى بعد ذكر قصة يوسف وأخوته {وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ} [2] قال بعد أن ذكر المسألة الثامنة: إن الذي أتاهم من الآيات ليست هذه وحدها، بل كم وكم من الآيات السماوية والأرضية يمرون عليها، ويعرضون عن الانتفاع بها، وليس هذا قصوراً في البيان، فأنه مشاهد، بل القلوب غير قابلة:
التاسعة: المسألة العظيمة، وهي إخباره تبارك وتعالى أن أكثر هذا الخلق لو آمن أفسد إيمأنه بالشرك، فهذه فساد القوة العملية، والتي قبلها فساد القوة العلمية[3].
وذلك أن الشرك- والعياذ بالله- محبط للعمل من أساسه مهما كان ذلك العمل عظيماً كما قال تعالى: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً} [4].
وقال: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} [5]. وسيأتي ما قاله الشيخ عند هذه الآية[6].
ويبين الشيخ عظمة الشرك عند قول الله تعالى لما ذكر قصة نوح مع قومه {تِلْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الْغَيْبِ نُوحِيهَا إِلَيْكَ مَا كُنْتَ تَعْلَمُهَا أَنْتَ وَلا قَوْمُكَ مِنْ قَبْلِ هَذَا فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ} [7]. فيقول عظمة الشرك عند الله ولو قصد صاحبه التقرب إلى

[1] انظر ما تقدم ص "180". وما بعدها.
[2] سورة يوسف آية "105، 106".
[3] مؤلفات الشيخ/ القسم الرابع/ التفسير ص "178" وانظر قسم التحقيق ص "391، 392".
[4] سورة الفرقان: آية "23".
[5] سورة الزمر: آية "65".
[6] ص "204، 206".
[7] سورة هود: آية "49".
اسم الکتاب : منهج محمد بن عبد الوهاب في التفسير المؤلف : الحسيني، مسعد بن مساعد    الجزء : 1  صفحة : 203
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست