اسم الکتاب : منهج محمد بن عبد الوهاب في التفسير المؤلف : الحسيني، مسعد بن مساعد الجزء : 1 صفحة : 202
ويقول عند قوله تعالى: {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ} إن الهداية إلى ذلك تتضمن العلم النافع، والعمل الصالح، على وجه الاستقامة والكمال والثبات على ذلك إلى أن يلقى الله[1].
ولاشك أن هذا التركيز على القوة العملية أمر ضروري، ومن السنن المألوفة من مصلح ومجدد يتخذ من كتاب الله وسنة رسوله "صلى الله عليه وسلم" مصدراً للإصلاح الشامل في جميع شئون الحياة إيماناً بقول الله تعالى {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ} [2] ويستنبط منهما ما به يكون الإصلاح. حيث يتضح في هذين الأصلين التركيز على الجانب العملي قال تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} [3] الآية.
فلذا ركز الشيخ في استنباطاته على هذا الجانب وبيأنه وإصلاحه والتحذير من إفساده وأعظم ما اهتم الشيخ بإصلاحه في مجال القوة العملية إصلاح الجانب الاعتقادي.
إذ العقيدة هي المثمرة للعمل، ومن ثم يسهل إصلاح الحياة بجميع نواحيها الاجتماعية والسياسية وغيرها، للارتباط الوثيق بينها وبين العقيدة، وخصوصاً إذا نظرنا إلى العقيدة تلك النظرة الشمولية المستوعبة لجميع شئون الحياة.
فمن أهم ما ركز عليه في هذا المجال:
1- التوحيد:
وقد تقدم الكلام عن اهتمام الشيخ بجانب ترسيخ العقيدة وبيانها، واستنباطاته المتعلقة بهذا الموضوع في الفصل "الأول" بعنوان "التركيز على العقيدة من خلال تفسيره". إذ الغرض من ذلك البيان والإيضاح هو الإصلاح الاجتماعي كما هو معلوم فليرجع إلى ما سبق[4]. [1] المرجع السابق ص "17". [2] سورة النحل: آية "89". [3] سورة التوبة: آية. "105". [4] انظر ما تقدم ص "126". وما بعدها.
اسم الکتاب : منهج محمد بن عبد الوهاب في التفسير المؤلف : الحسيني، مسعد بن مساعد الجزء : 1 صفحة : 202