اسم الکتاب : منهج محمد بن عبد الوهاب في التفسير المؤلف : الحسيني، مسعد بن مساعد الجزء : 1 صفحة : 158
فمن أوجه الاستفادة العملية:- ما تورثه هذه المعرفة من إجلال الله وتعظيمه ومحبته، فأسماء الله سبحانه دالة على صفاته، ومعرفة صفاته مستلزمة عبادته كما قال تعالى: {وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [1].
فاستنبط الشيخ من هذه الآية: الأمر بالتقوى في هذا الموضع أي النهي عن التقدم بين يدي الله ورسوله:- والاستدلال بالأسماء الحسنى على المسألة[2] وذلك أن من علم أن الله "سَمِيعٌ عَلِيمٌ" أثبت لله صفة "السمع والعلم"، فإذا آمن بهما حقا فذلك مستلزم لتقوى "السميع والعليم" ومراقبته لئلا يسمع منه ولا يعلم إلا خيرا.
ومن خلال، الفهم الصحيح للآيات، والاستنباط الدقيق منها، المهتدى بالمنهج السلفي في التفسير نجد أن الشيخ يرى أن الأسماء والصفات قواعد كليه يستدل بها على جزئيات كثيرة، وأنه يستدل بها على ما أشكل على الإنسان من القدرة ونحوها، والاستدلال بصفات الله على أفعاله.
فيقول مستنبطاً من قوله تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [3].
وقوله: {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} فيه:-
الاستدلال بالصفات على الأفعال.
والاستدلال بالقدرة على ما لا يظن وقوعه.
والاستدلال بها على جعل العفو سببا لعز العافي وذل المعفو عنه.
ولكن أحسن ما فيها تنبيه أعلم الناس على أشكل المسائل بقوله: {إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [4]. [1] سورة الحجرات: آية "1". [2] مؤلفات الشيخ/ القسم الرابع/ التفسير ص "350". [3] سورة البقرة: آية "109". [4] مؤلفات الشيخ/ القسم الرابع/ التفسير ص "27".
اسم الکتاب : منهج محمد بن عبد الوهاب في التفسير المؤلف : الحسيني، مسعد بن مساعد الجزء : 1 صفحة : 158