responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منازل الأئمة الأربعة أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد المؤلف : السلماسي، يحيى بن إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 133
يشاء من خلقه[1]، وذلك يكون إما بواسطة ملَكٍ أو إلهام أو رؤية في المنام أو سماع كلام من وراء حجاب، قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْياً أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ} [2] وقال تعالى: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الأَمِينُ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} [3].
- وأجمعوا على أن نبينا صلى الله عليه وسلم رأى ربنا ليلة المعراج، كما أخبر عبد الله بن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والحديث فيه صحيح يجرى على ظاهره ولا يؤول[4].

[1] اختلف العلماء في تعريف النبي والرسول والفرق بينهما على أقوال عديدة، لا تخلو من الاعتراض عليها، ولعل أرجح الأقوال في ذلك وأسلمها من الاعتراض ما ذكره الإمام ابن تيمية في كتابه النبوات ص255،256: قال: "فالنبي: هو الذي أوحى الله إليه وأخبره بأمره ونهيه وخبره، ويعمل بشريعة رسول قبله بين قوم مؤمنين بها. وأما الرسول: فهو الذي ينبئه الله ثم يأمره أن يبلغ رسالته إلى من خالف أمره".
[2] سورة الشورى /51.
[3] سورة الشعراء /193.
[4] عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: "رأيت ربي عز وجلّ" أخرجه الإمام أحمد 1/285، وابنه في السنة (ح1167) وابن أبي عاصم في السنة (ح433) ، قال الهيثمي في المجمع: 1/78: رجاله رجال الصحيح.
وللسلف - رحمهم الله- في (مسألة رؤية النبي صلى الله عليه وسلّم لربه عز وجل في الدنيا) خلاف قديم مشهور على ثلاثة أقوال هي:
1- إنكار رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه في الدنيا 2- إثبات الرؤية 3- التوقف في المسألة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: قد اتفق أئمة المسلمين على أن أحدا من المؤمنين لا يرى الله بعينه في الدنيا، ولم يتنازعوا إلا في النبي صلى الله عليه وسلم خاصة، مع أن جماهير الأمة اتفقوا على أنه لم يره بعينه في الدنيا، وعلى هذا دلت الآثار الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة وأئمة المسلمين.
ولم يثبت عن ابن عباس ولا الإمام أحمد وأمثالهما أنهم قالوا إن محمداً رأى ربه بعينه، بل الثابت عنهما إما إطلاق الرؤية، وإما بتقييدها بالفؤاد، وليس في شيء من أحاديث المعراج الثابتة أنه رآه بعينه. اهـ"
فعلى هذا يمكن الجمع بين القولين الأولين والأدلة، أن من نفى وأنكر الرؤية فيحمل على الرؤية العينية البصرية، وأما من أثبت الرؤية فيحمل على إثبات الرؤية القلبية، وهذا ثابت عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: "رآه بقلبه". (أخرجه مسلم 1/158) - والله أعلم.
وبهذا يتبين لنا خطأ المؤلف - عفا الله عنا عنه- في زعمه الإجماع على رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه في الدنيا ليلة المعراج.
(ر: للتوسع: صحيح مسلم 1/158 وما بعدها، الشريعة 3/1541 للآجري، شرح أصول الاعتقاد3/512 للالكائي، الحجة في بيان المحجة 2/252 للأصبهاني، مجموع الفتاوى 3/386، 6/507 لابن تيمية، فتح الباري 8/608، رؤية الله تعالى ص138-174 د. أحمد آل حمد، فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء 2/128) .
اسم الکتاب : منازل الأئمة الأربعة أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد المؤلف : السلماسي، يحيى بن إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 133
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست