اسم الکتاب : معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار المؤلف : الذهبي، شمس الدين الجزء : 1 صفحة : 352
معروف، وشرح الهداية وغير ذلك، وكان فرد زمانه في معرفة المذهب، مفرط الذكاء متين الديانة، كبير الشأن.
قال لي شيخنا أبو العباس: كان الشيخ جمال الدين بن مالك يقول: ألين للشيخ المجد الفقه، كما ألين لداود الحديد، وبلغنا أن الشيخ المجد لما حج من بغداد في آخر عمره.
اجتمع به الصاحب العلامة محيي الدين بن الجوزي، فانبهر له، وقال: هذا الرجل ما عندنا ببغداد مثله، ولما رجع من الحج التمسوا منه أن يقيم ببغداد، فامتنع واعتل بالأهل والوطن.
وكان من عجائب الوجود في المناظرة وسرعة الجواب، قل أن ترى مثله العيون، كان الشيخ نجم الدين بن حمدان، مصنف الرعاية الكبرى يقول: كنت أطالع على درس الشيخ المجد، وما أبقى ممكنا.
فإذا حضرت الدرس يأتي الشيخ بأشياء كثيرة لا أعرفها، وكان عجبا في سرد الأحاديث، وحفظ مذاهب السلف، وإيرادها بلا كلفة، وكان قد أتقن العربية على الشيخ أبي البقاء العكبري.
توفي إلى رحمة الله تعالى بحران، يوم عيد الفطر، سنة اثنتين وخمسين وستمائة، وله نيف وستون سنة[1].
29- إبراهيم بن محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن وثيق الأستاذ المحقق، أبو إسحاق الأندلسي الإشبيلي، المقرئ.
أخذ القراءات ببلده، سنة سبع وتسعين وخمسمائة، عن أبي الحسين حبيب بن محمد، سبط أبي الحسن شريح، وعن أبي الحكم عبد الرحمن بن محمد اللخمي، وأبي العباس أحمد بن مقدام الرعيني، وأبي الحسن خالص.
قال: قرأت عليهم بالروايات، وقالوا: قرأنا على أبي الحسن شريح الرعيني، وقال: أخبرنا بكتاب التيسير، أبو عبد الله بن زرقون إجازة، عن أحمد بن محمد الخولاني إجازة، عن أبي عمرو الداني.
وكان ابن وثيق، إماما مجودا بارعا في معرفة وجوه القراءات، وعللها، كثير الترحال والتنقل، أقرأ بالموصل والشام ومصر. [1] انظر/ غاية النهاية "1/ 385, 386".
اسم الکتاب : معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار المؤلف : الذهبي، شمس الدين الجزء : 1 صفحة : 352