اسم الکتاب : معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار المؤلف : الذهبي، شمس الدين الجزء : 1 صفحة : 350
قرأ القراءات على أبي الجود، وسمع من أبي القاسم البوصيري، وغيره وبرع في العربية، وتصدر للإقراء مدة، وأخذ عنه القراءات طائفة من الأعيان، وكان ذا حرمة وافرة، وجلالة ظاهرة، وخبرة تامة بوجوه القراءات.
انتهت إليه رياسة الفن في زمانه، وقد قرأت القرآن على النظام التبريزي وأخبرني أنه قرأ عليه لأبي عمرو، وهو والد الكاتب البليغ محيي الدين.
توفي في جمادى الأولى، سنة تسع وأربعين وستمائة[1].
26- علي بن هبة الله بن سلامة بن المسلم، الإمام بهاء الدين، أبو الحسن اللخمي ابن الجميزي المصري، الشافعي المقرئ الخطيب، أحد الأعلام.
ولد سنة تسع وخمسين وخمسمائة بمصر، وحفظ القرآن سنة تسع وستين، ورحل به أبوه، فسمع بدمشق من الحافظ أبي القاسم بن عساكر.
وقرأ ببغداد القراءات العشر على أبي الحسن علي بن المرحب البطائحي وبدمشق على قاضي القضاة، أبي سعيد بن أبي عصرون، وقرأ عليه المهذب كله.
وكان قد قرأ القراءات على أبي بكر المزرفي, وأنا أتعجب من القراء كيف لم يزدحموا على الشيخ بهاء الدين؛ لأنه كان أعلى أهل زمانه إسنادا في القراءات، فلعله كان المانع من جهته، وقد سمع من أبي طاهر السلفي وشهدة الكاتبة، وجماعة.
وتفرد بالأسانيد العالية، وقرأ على الشاطبي عدة ختمات، ولم يكمل عليه القراءات، وهو من طبقة الشاطبي في بعض الروايات، وقد تفقه بمصر، على أبي إسحاق، إبراهيم بن منصور العراقي، والشهاب الطوسي ودرس وأفتى.
وانتهت إليه رياسة العلم بالديار المصرية، وانقطع بموته إسناد عال، حدثنا عنه الدمياطي، وابن دقيق العيد، وأبو الحسين اليونيني، والفخر التوزري.
والضياء السبتي، والرضي الطبري، والشرف محمد بن النشو وخلق سواهم، توفي في الرابع والعشرين من ذي الحجة سنة تسع وأربعين وستمائة وقد جاوز التسعين[2].
27- عيسى بن أبي الحرم مكي بن حسين بن يقظان، الشيخ سديد الدين أبو القاسم، العامري المصري، المقرئ الشافعي، إمام جامع الحاكم. [1] انظر/ غاية النهاية "1/ 391, 392". [2] انظر/ غاية النهاية "1/ 583".
اسم الکتاب : معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار المؤلف : الذهبي، شمس الدين الجزء : 1 صفحة : 350