responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار المؤلف : الذهبي، شمس الدين    الجزء : 1  صفحة : 111
قال النبي -صلى الله عليه وسلم: "زينوا القرآن بأصواتكم" [1], [2]، وقال لما سمع قراءة أبي موسى:

= وقوله تعالى: {يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاوَتِهِ} وقوله تعالى: {إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ, وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ} فمعلوم أن ههنا آمر أمر بشيئين وهو الله تعالى ومأمور وهو الرسول فأمره بالعبادة له، فحصل ههنا آمر، ومأمور، ومأمور به، فالآمر هو الله تعالى والمأمور الرسول، والمأمور به العبادة، فالمعبود غير العبادة التي هي فعل الرسول وهو المأمور به، والمتلو كلامه القديم ولم يأمره أن يأتي بكلامه القديم؛ لأنه ذلك لا يتصور الأمر به، ولا يدخل تحت قدرة مخلوق، إنما أمر بتلاوة كلامه كما أمر بعبادته وعبادته غيره فكذلك تلاوة كلامه غير كلامه فحصل من هذا تال وهو الرسول -صلى الله عليه وسلم- وتلاوته صفة له ومتلو وهو كلام الله القديم الذي هو صفة له.
ويدل على صحة ذلك من السنة وأن القراءة والتلاوة صفة القارئ والمقروء المتلو صفة البارئ قوله صلى الله تعالى وآله وسلم: "من أراد أن يقرأ القرآن غضا فليقرأ على قراءة ابن أم عبد". يعني ابن مسعود فأضاف القراءة إلى ابن مسعود والمقروء صفة الله تعالى والذي يدل على صحة هذا القول أنه يجوز أن يقول: "هذا الحرف قراءة ابن مسعود وليس قراءة أبي وغيره من القراءة, والقرآن الذي يقرأ هذه بقراءته هو القرآن الذي يقرأه هذا إنه شيء واحد لا يختلف ولا يتغير وإن تغيرت القراءة له واختلفت.
انظر/ الإنصاف للباقلاني "ص71-89".
[1] قال الحافظ ابن حجر: قال ابن بطال: المراد بقوله "زينوا القرآن بأصواتكم" المد والترتيل والمهارة في القرآن جودة التلاوة بجودة الحفظ مثلا يتلعثم ولا يتشكل وتكون قراءته سهلة بتيسير الله تعالى عما يسره على الكرام البررة قال: ولعل الحافظ البخاري أشار بأحاديث هذا الباب إلى أن الماهر بالقرآن هو الحافظ له مع حسن الصوت به, والجهر به بصوت مطرب بحيث يلتذ سامعه. ا. هـ.
قال الحافظ: أو الذي قصده البخاري إثبات كون التلاوة فعل العبد فإنما يدخلها التديين والتحسين والتطريب, وقد يقع بأضداد ذلك ولك ذلك دال على المراد، وقد أشار إلى ذلك ابن المنير فقال: ظن الشارح أن غرض البخاري جواز قراءة القرآن بتحسين الصوت وليس كذلك، وإنما غرضه الإشارة إلى ما تقدم عن وصف التلاوة بالتحسين والترجيع والخفض والدفع, ومقارنة الأحوال البشرية كقول السيدة عائشة -رضي الله عنها: يقرأ القرآن في حجري وأنا حائض، فكل ذلك يحقق أن التلاوة فعل القارئ, وتتصف به الأفعال بعد أن أخرج حديث: "زينوا القرآن بأصواتكم" من حديث البداءة وعلقمة من حديث أبي هريرة -رضي الله عنهما- وذكر حديث أبي موسى -رضي الله عنه- أنه النبي -صلى الله عليه وأله وسلم- قال له: "يا آبا موسى لقد أوتيت من مزامير آل داود"، وأخرجه من حديث البراء بلفظ سمع أبا موسى يقرأ فقال: "كأن هذا من أصوات آل داود"، ثم قال: ولا ريب في تخليق مزامير آل داود وندائهم لقوله تعالى: {وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ} ثم ذكر حديث عائشة "الماهر بالقرآن مع السفرة" الحديث، وحديث أنس أنه سئل عن قراءة النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: كان يعد حدا, وحديث قطبة بن مالك أنه النبي -صلى الله عليه وسلم- ثم قال: فبين النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه أصوات الخلق وقراءتهم مختلفة بعضها أحسن من بعض وأزين وأحلى وأرتل وأمهر وأمه وغير ذلك.
انظر/ فتح البادي "13/ 528, 529".
[2] أخرجه البخاري معلقا في التوحيد "13/ 527" باب "52".
وأبو داود في الوتر "2/ 75". الحديث "1468". والنسائي في الافتتاح "2/ 39". باب تزيين القرآن بالصوت "83" وابن ماجه في الإقامة "1/ 426". الحديث "1342". والدارمي في فضائل القرآن "2/ 565". الحديث "350". والإمام أحمد في مسنده "7/ 347". الحديث "2/ 185".
اسم الکتاب : معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار المؤلف : الذهبي، شمس الدين    الجزء : 1  صفحة : 111
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست