والقيام بواجب الدعوة ونشر العلم والتوحيد، فوضع الله له القبول في النفوس والقى عليه المهابة والوقار وصار مسموع الكلمة نافذ الأمر عند ولاة الأمور وغيرهم من الخاصة والعامة حتى أن الأمير محمد العبد الله الرشيد لما حاصر[1] مدينة الرياض وضيق عليها الخناق سنة 1306هـ خرج إليه مع الأمير محمد ابن الإمام فيصل وجلاله الملك عبد العزيز [2] ابن الإمام عبد الرحمن يفاوضونه في ترك الحرب ورفع الحصار عن الرياض أجابهم إلي ذلك وتخلى عن الحرب ورجع من حيث أتى.
وبعد ذلك استمر الشيخ عبد الله على حالته المذكورة من بث العلم وتعليمه وكان يعتمد في معيشته وكرمه الحاتمي على الله ثم على الحرث من الزراعة والنخل وما يصله به الشيخ قاسم بن محمد ثاني حاكم قطر _ رحمه الله _ وبينما الشيخ مستمر وجاد في تعليم العلم ونشره وبث دعوة التوحيد السلفية عن طريق التدريس والمراسلات والنصائح لأهل نجد فوجيء بإعادة محمد بن عبد الله بن رشيد الكرة على مدينة الرياض ومحاصرتها والاستيلاء عليها نهائيا وعلى جميع بلدان نجد وذلك سنة 1308هـ "ألف وثلاثمائة وثمان من الهجرة" فعند ذلك رغب الأمير محمد بن عبد الله بن الرشيد إلي الشيخ في الشخوص إلي مدينة حائل مقر حكمه للانتفاع به في نشر العلم فلم يسع الشيخ إلا طاعة هذا الأمير المتغلب فسافر إلي حائل يصحبه بعض رجال من حاشية الأمير محمد بن رشيد فوصلها واستقر فيها وأقام بها حولا كاملا معززا محترما وجلس طيلة هذه المدة يدرس العلم فأخذ عنه علم العقائد والتوحيد والحديث والتفسير غالب [1] حاصرها بسبب ثورة الإمام عبد الرحمن ابن الإمام فيصل على أمير الرياض لابن رشيد سالم بن علي بن سبهان. [2] كان عمر جلالة عبد العزيز لا يزيد على ثلاث عشرة سنة وقد أعجب الأمير محمد العبد الله الرشيد ذلك اليوم بفصاحة الملك عبد العزيز وجرأته _ رحمه الله _ الملك عبد العزيز.