اسم الکتاب : محمد بن عبد الوهاب مصلح مظلوم ومفترى عليه المؤلف : الندوي، مسعود الجزء : 1 صفحة : 81
عثمان بن معمر.
ولما فرغ الشيخ حمد بن ناصر ورفقاؤه من الطواف قدموا هدايا الأمير عبد العزيز إلى الشريف، واستقبلوا استقبالا وديا، واستمرت المناقشات عدة أيام مع علماء مكة، وفي الأخير قدمت أسئلة عديدة إلى الشيخ حمد بن ناصر وطلب منه أن يكتب أجوبتها، فأجاب عنها مفصلا ومبرهنا بالأدلة، وقد طبعت هذه الأجوبة في رسالة سميت "الفواكه العذاب في الرد على من لم يحكم السنة والكتاب"[1]، وتكلم في هذه الرسالة بالخصوص على مسألتين وهما: الشفاعة والاستغاثة وتكفير تاركي الصلاة وقتالهم. وسنتكلم فيما بعد بالتفصيل في هذه المواضيع، ولذلك لا أرى التعرض بموضوع بحث هذه الرسالة.
وكانت هذه المناظرة في شهر رجب سنة 1211 هـ في مجلس حافل أمام الشريف غالب. وعلق ابن غنام على هذه المناظرة في حوادث سنة 1211 هـ:- "إنهم اعترفوا باستقامة حججه، ولكن مع ذلك جحدوا- الخ". وقد نقل ابن غنام الرسالة بكاملها[2] وذكر فلبي أيضا[3] جميع ما جرى في هذا الوفد والمناظرة، والعجب أن ابن بشر سكت أيضا عن ذكر هذا الوفد.
ومن المناسب هنا أن اذكر كلمات في شأن رئيس الوفد حمد بن ناصر بن معمر فكان يتشرف بتتلمذه على شيخ الإسلام مثل رئيس الوفد الأول والثاني الشيخ عبد العزيز الحصين (م سنة 1237 هـ) ، وزيادة على ذلك كان قد استفاد من أخيه سليمان بن عبد الوهاب (م سنة 1225 هـ) ، وقد تولى القضاء في الدرعية مدة طويلة، وكان الأمير سعود بن عبد العزيز (1218- 1229 هـ) قد أرسله للتدريس والإفتاء في مكة المكرمة، وتوفي هناك في أواسط ذي الحجة 1225 هـ (بداية كانون الثاني يناير سنة 1811 م4
صلح بعد حرب:
لقد زادت فتوحات "الوهابيين" حتى أن الباب العالي اهتم في شأنهم، وسلمت هذه [1] مجموعة الهدية السنية ص: 55 , 90. [2] روضة الأفكار 2: 226. [3] arabia ص: 71 , 72.
اسم الکتاب : محمد بن عبد الوهاب مصلح مظلوم ومفترى عليه المؤلف : الندوي، مسعود الجزء : 1 صفحة : 81