اسم الکتاب : محمد بن عبد الوهاب مصلح مظلوم ومفترى عليه المؤلف : الندوي، مسعود الجزء : 1 صفحة : 82
المهمة إلى سليمان باشا والي بغداد[1]، فأرسل جيوشا لكبح جماحهم بقيادة "ثويني" ثم بقيادة "علي باشا"[2]، ولكنها رجعت خائبة خاسرة، وصارت الجيوش النجدية تشن غارات باستمرار على حدود العراق، وتقدم الأمير عبد العزيز فاستولى على البحرين وسواحل عمان وحكم سيطرته بهجمات على حكام بغداد والبصرة الأتراك.
ولم يزل الحظر المفروض على النجديين من الحج مستمرا، وفي مقابل ذلك لم يزل هجومهم على العراق والتعرض لقوافل العراقيين مستمرا. وكان كل هذا مصدر تعب وقلق دائمين لأشراف مكة، فاضطروا لرفع الحظر عن الحج مرارا، وطلبوا الوفود للتفاهم، ولكنهم في الأخير عزموا على شن الغارة. وكانت هذه عادة الشريف غالب فقد قام بشن غارات شاملة بعد استعدادات كاملة في سني 1205 "1790 م" و 1210 هـ "1795 م" و 1212 هـ "1798 م" ولكن في كل مرة كان حظه الهزيمة [3].
ووقعت أعنف هذه المعارك[4] وآخرها في سنة 1212 هـ في الخرمة (قرية معروفة عند تربة) ، ومنى فيها غالب بهزيمة نكراء، وقتل آلاف من رجاله فلم يجد بدا من المصالحة والإذن للحج، وعينت الحدود بين الطرفين فكانت عتيبة وحرب والناحية الشمالية من عسير في حدود مملكة الشريف. وتم هذا الصلح في آخر جمادى الأولى سنة 1213 هـ (كانون الأول ديسمبر سنة 1798 م[5]، وعلى أثر ذلك بدأ النجديون وكذلك القوافل العراقية يؤدون فريضة الحج بأمن وسلام من سنة 1213 هـ إلى سنة 1215 هـ. [1] في سنة 1212 وكان الشريف غالب هو الذي لفت أنظار الدولة العثمانية إلى خطر "الوهابيين"، وحثه على كسر شوكتهم إلا أن الدولة لم تعر أي اهتمام، ولكننا نرى أن سليمان باشا حاكم بغداد جهز الجيوش لمحاربة أهل نجد قبل ذلك، وأما بعده في سنة 1213 هـ فكما يقول دحلان نفسه أن نائب سليمان وهو علي باشا قد قام بهجوم عنيف "ولو لم تكن حياتهم باقية لكان من المقطوع به نهاية الوهابيين" خلاصة الكلام ص 266 , 268. [2] أرسلت هذه الجيوش في سنة 1211 هـ (1797 م) وسنة 1213 هـ "1799 م" وللتفصيل يراجع عنوان المجد 1: 107 , 109 , 118. وفلبي ص 68 , 70. [3] عنوان المجد 1: 86 , 87 , 103 , 107 , 112 , وفلبي ص: 51 , 54 , 73 , 74. [4] وهذه المعركة هي التي اشتهرت "بوقعة الخرمة" وقد وقعت في شوال سنة 1212 هـ "مارس وأبريل سنة 1798 م" ورجع غالب إلى مكة منهزما في 3 من ذى القعدة "19 أبريل سنة 1798 م" خلاصة الكلام ص: 267. [5] خلاصة الكلام ص 267.
اسم الکتاب : محمد بن عبد الوهاب مصلح مظلوم ومفترى عليه المؤلف : الندوي، مسعود الجزء : 1 صفحة : 82