اسم الکتاب : محمد بن عبد الوهاب مصلح مظلوم ومفترى عليه المؤلف : الندوي، مسعود الجزء : 1 صفحة : 181
وحده لا يكفي، بل لا بد من توحيد الألوهية أيضا وهو شرط أساسي ولازم للإسلام، ولا يمكن النجاة بمجرد الإيمان بأن الله هو الخالق والمدبر للكون، فقد كان أهل الجاهلية أيضا يؤمنون بتوحيد الربوبية ولكنهم كانوا يشركون في الألوهية، ولذلك كانوا يسمون كل ما كانوا يعبدونه من الحجر والشجر (إلها) ، أما المشركون والجاهلون في هذا الزمان فإنهم احترزوا من تسمية غير الآلهة إلها، ولكنهم أعطوهم جميع حقوق الألوهية ومستلزماتها كالنذر لهم ودعائهم والطواف حول قبورهم والذبح لهم وغيرها، وسموها باسم التوسل والاستشفاع ولكن الحقائق لا تتغير بتغيير الأسماء[1].
هذا هو ملخص مذهب الشيخ وكتب الجماعة توضح هذه المسائل أكمل توضيح، فكتاب -تبرئة الشيخين الإمامين- لسليمان بن سحمان خصص لهذا "82 - 125" وسنذكر كتبا أخرى في باب المراجع وللتفصيل ينبغي الرجوع إليها.
وينبغي أن نرسخ في أذهاننا أمرا واحدا فقط، وهو أن أهل نجد لا يكفرون مسلمي العالم تكفيرا عاما، بل يكفرون فقط أولئك الذين يرتكبون أعمالا شركية ولا ينتهون عن غيهم حتى بعد [1] لقد كتب المرحوم العلامة السيد رشيد رضا كلاما طيبا في موضع من حواشيه على تبرئة الشيخين الإمامين فقال: [السبب الصحيح لتسمية عرب الجاهلية كل شيء مما ذكر إلها هو أنهم أهل اللغة، وهذا معنى الإله في لغتهم للاشتراط في مفهوم لفظ الإله في اللغة العربية أن يكون هو الخالق والمدبر للخلق، بل هذا يدخل في مفهوم اسم الله ولذلك دعاهم الرسول كما دعا سائر الرسل أقوامهم [أن لا تعبدوا إلا الله ما لكم من إله غيره] . وأما جهلة المسلمين الذين اتخذوا آلهة مع الله تعالى فلم يسموها آلهة لجهلهم باللغة كجهلهم بالشرع، فظنوا أن الإسلام إنما ينهى عن تسمية غير الله إلها، وأما عبادة غيره كدعاء الموتى والنذر لهم وتقريب القرابين والطواف بقبورهم وغير ذلك فلا ينافي التوحيد عندهم إذا سمى توسلا أو استشفاعا مثلا، وقد ينكرون كون أعمالهم هذه تسمى عبادة لجهلهم باللغة والشرع وبالتاريخ أيضا ... ولذلك قلت منذ أكثر من ربع قرن: إن مشركي المسلمين الجغرافيين قد جنوا على الدين واللغة العربية، ومشركي الجاهلية حافظوا على لغتهم فسموا كل شيء باسمه؛ لأنهم أهل اللغة- ص: 14- الطبعة الأولى مطبعة المنار] :.
اسم الکتاب : محمد بن عبد الوهاب مصلح مظلوم ومفترى عليه المؤلف : الندوي، مسعود الجزء : 1 صفحة : 181