اسم الکتاب : محمد بن عبد الوهاب داعية التوحيد والتجديد في العصر الحديث المؤلف : محمد بهجة الأثري الجزء : 1 صفحة : 18
من شؤون الحياة، يتوهمون الخسران وضياع المكانات، وفقدان الامتيازت، فيقاومون ويقاتلون بغير عقل.
ولننظر ماذا خسر رؤساء المشركين من العرب حين تركوا شركهم، ودخلوا في الإسلام..ألم ينتفعوا به هم والفقراء المستضعفون من أتباعهم في دنيا وفي دين؟ ألم يصبح خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام؟
إن الحقيقة الأزلية الخالدة في نواميس الحياة، قد تصيبها السياسات والعصبيات بشيء من الضر، ولكنها في جميع الأحوال تعجز عن طمسها أو إزالة معالمها.. ثم هي، وأعني السياسات والعصبيات، لا تملك الفصل في شأنها، وليس ما تصوره تزيينا أو تقبيحا هو واقع الحقائق، وإنما يفصل فيها العلم وحده بتجرده المطلق ونزاهته وموضوعيته الخالصة من الشوائب والأهواء. إنه يعنيه من الأشياء في كل شان يعرض له، تعرّف الحقائق في عريها وسفورها كيفما كانت الحال، وفي أي صورة تكون عليها، وإذا كانت السياسات والعصبيات تبني أحكامها على الأهواء والأغراض الخاصة، لا تحيد عنها، فإن العلم يبني تصوراته وأحكامه على البيانات غير متحيز ولا متحرف، وهو يستمد هذه البينات من الوثائق الأصلية الصحيحة مما يدوّنه الإنسان بنفسه خاصة، لأنها فصل الخطاب
اسم الکتاب : محمد بن عبد الوهاب داعية التوحيد والتجديد في العصر الحديث المؤلف : محمد بهجة الأثري الجزء : 1 صفحة : 18