اسم الکتاب : محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب المؤلف : ابن المِبْرَد الجزء : 1 صفحة : 362
وعن [عبد الله بن] [1] زيد بن أسلم[2] عن أبيه عن جده، قال: "كان عمر رضي الله عنه يصوم الدهر، فكان عام الرمادة[3] إذا أمسى أتى بخبز قد ثرد بالزيت، إلى أن نحر يوماً من الأيام جزوراً، فأطعمها الناس، وغرفوا له طيبها، فَأُتِي به فإذا قدر من سنام ومن كبد، فقال: "أنى هذا؟ "، قالوا: "يا أمير المؤمنين من الجزور التي نحرنا اليوم"، قال: "بَخْ بَخْ، بئس الوالي أنا إن أكلت طيبها وأطعمت الناس كراديسها[4]، ارفع هذه الصحفة، هات لنا غير هذا الطعام"، فأتي بخبز وزيت، فجعل يكسره بيده ويثرد ذلك الزيت، ثم قال: "ويحك يا يرفأ[5]! احمل هذه الجفنة حتى تأتي بها أهل بيت بثمغ[6]، فإني لم آتهم منذ ثلاثة أيام، وأحْسبهم مقفرين، فضعها بين أيديهم"[7]وعن عوف بن الحارث[8] عن أبيه[9] قال: "إنما سمي عام الرمادة [1] سقط من الأصل. [2] العدوي: صدوق فيه لين، توفي سنة أربع وستين ومئة. (التقريب ص 304) . [3] عام الرمادة: الهلاك، وسمي عام الرمادة بهذا الاسم؛ لأن الناس هلكوا فيه كثيراً، وقيل: لجدب تتابع فصيّر الأرض والشجر مثل لون الرماد. والأوّل أجود. وكان سنة ثمان عشرة. (تاريخ خليفة ص 138، لسان العرب 3/186) . [4] في الأصل: (كراديشها) ، وهو تصحيف. والكراديس: عظِام مَحال البعير. (لسان العرب 6/195) . [5] حاجب عمر، أدرك الجاهلية، وحج مع عمر في خلافة أبي بكر. (الإصابة 6/358) . [6] موضع مال لعمر وقفه بالمدينة. (معجم معالم الحجاز 2/88) . [7] ابن سعد: الطبقات 3/312، ومن طريقه البلاذري: أنساب الأشراف (الشيخان: أبو بكر وعمر) ص 294، وفيه الواقدي، وأورده ابن الجوزي: مناقب ص 71، ومحب الدين الطبري: الرياض النضرة 2/385. [8] الأزدي، مقبول من الثالثة. (التقريب ص 433) . [9] الحارث بن الطُّفيل الأزدي.
اسم الکتاب : محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب المؤلف : ابن المِبْرَد الجزء : 1 صفحة : 362