اسم الکتاب : لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ المؤلف : ابن فهد الجزء : 1 صفحة : 156
عن محمد بن عبد الأعلى عن خالد كلاهما عن شعبة فوقع لنا بدلا لهما في شيخي شيخيهما وموافقة لمسلم في روايته الأولى وقد وقع لنا فيها مسلسلا بالأئمة الحفاظ وفيه لطيفة من رواية الأقران بعضهم عن بعض، والله سبحانه وتعالى أعلم.
أبو الحسن الهيثمي [1] علي بن أبي بكر بن سليمان بن أبي بكر بن عمر بن صالح المصري الشافعي الإمام الأوحد الزاهد الحافظ نور الدين أبو الحسن:
ولد في شهر رجب سنة خمس وثلاثين وسبعمائة فلما كان قبيل الخمسين صحب الحافظ أبا الفضل العراقي ولازمه أشد ملازمة إلى أن بلغ حمامه فخدمه وانتفع به وصاهره على ابنته فرزق منها أولادا وحصل له بركته فسمع معه غالب مسموعاته وكتب الكثير من مصنفاته وربما سمع الشيخ أحيانا بقراءته، وأشار عليه بجمع ما في مسند الإمام أحمد من الأحاديث الزائدة على الكتب الستة فأعانه بكتبه وأرشده إلى التصرف في ذلك فلما فرغ من تسويده حرر له[2] الشيخ وهو كبير الفائدة وسماه "غاية المقصد في زوائد أحمد" ثم حبب إليه هذا التخريج فخرج "البحر الزخار في زوائد البزار" و"المقصد في زوائد أبي يعلى" الموصلي و"مجمع البحرين في زوائد المعجمين" و"البدر المنير في زوائد المعجم الكبير" ثم جمع الكل محذوف الإسناد في الكلام عليها بالصحة والضعف في مؤلف واحد وسماه "مجمع الزوائد ومنبع الفوائد" وله أيضًا "موراد الظمآن لزوائد ابن حبان" و"بغية الباحث عن زوائد الحارث" ورتب ثقات ابن حبان ترتيبا جيدا على ما فيها من الخلل وثقات العجلي والأحاديث المسندة في حليلة الأولياء للحافظ أبي نعيم فمات وهي مسودة فبيض نحو ربعها الحافظ أبو الفضل ابن حجر.
وكان -رحمه الله تعالى- عليه إماما عالما حافظا ورعا زاهدا متقشفا متواضعا خيرا هينا لينا سالكا[3] سليم الفطرة شديد الإنكار للمنكر كثير الاحتمال محبا للغرباء وأهل الدين والعلم والحديث كثير التودد إلى الناس مع العبادة والاقتصاد والتعفف وكان -رحمه الله تعالى- من محاسن القاهرة ومن أهل الخير، غالب أوقاته في اشتغال وكتابة كثير التلاوة بالليل والتهجد وكان تغمده الله تعالى برحمته استحضاره كثيرا للمتون يجيب عنها بسرعة فيعجب ذلك شيخنا الحافظ زين الدين العراقي وربما رجح في حفظ المتون عليه، سمع بالقاهرة الخطيب أبا الفتح الميدومي ومحمد بن إسماعيل ابن الملوك وأحمد بن الرصدي وعبد الرحمن بن عبد الهادي ومحمد بن عبد الله النعماني وجماعة، وارتحل إلى دمشق مصاحبا للحافظ أبي الفضل [1] بفتح المثلثة؛ قاله السخاوي في أنساب الضوء اللامع. [2] قال الطهطاوي: ولعله "حرره" أو "حرر له". [3] ولعله "ساكنا" بالكاف والنون كما في عبارة الحافظ ابن حجر في معجمه وهو المناسب لما قبله من الصفات. "الطهطاوي".
اسم الکتاب : لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ المؤلف : ابن فهد الجزء : 1 صفحة : 156