قلت: ولا أعلم بعدهما قدم حلب من المغاربة مثلها.
[العلامة محمد بن محمد الحكمي الأندلسي] : وقد قدم حلب شيخنا العلامة المحقق ذو الفنون شمس الدين محمد أبو عبد الله محمد بن محمد بن يحيى ابن محمد بن (93 ظ) ف عيسى الحكمي الأندلسي. مولده كما أخبرني به سنة ست وثمانمائة. قرأ النحو على الشيخ أبي بكر بن قاسم الأندلسي والفقه على الشيخ محمد بن محمد بن سراج الأندلسي، والمعاني والبيان على العلامة ابن مرزوق، وأصول الفقه عليه وعلى غيره. وكذلك المنطق على الشيخ عبد الرحمن بن الباز القسطنطيني، والقرآن على شيخ الإسلام أبي عبد الله محمد المنتوري- بكسر الميم- وهي بلدة بالأندلس، والفلسفة على الشيخ عمر القلشاني، والطب على الكرماني، واللغة على عدد: منهم ابن فتوح، والحساب على أبي عبد الله محمد الصناع الغرناطي، والتاريخ على شيخ الإسلام أبي قاسم العبدوسي. رحل من بلده إلى مصر لطلب الرواية، فقرأ على شيخنا شيخ الإسلام ابن حجر فأعجبه وصار يميل إليه، ويعظمه. ويثني عليه. فسعى له في قضاء حماة بغير نول فقدم إلى حماة. وسار سيرة حسنة بحرمة وافرة، وأقرأ جماعة من أولاد الحمويين ثم رحل إلى حلب للأخذ عن والدي فنزل بالشرفية (86 ظ) م في بيتي يوم الخميس سادس عشر من شوال سنة تسع وثلاثين وثمانمائة فقرأ على والدي أشياء. وسمع بقراءتي على والدي أشياء. وقرأت عليه قطعة من صحيح البخاري وسمعت من فوائده نقلا عن أبي القاسم العقياني في قوله صلى الله عليه وسلم: «لاردها الله عليك» قال: معناه لا تفعل. «ردها الله عليك» . وسمعته يقول عن أبي القاسم.