وبنى هذا المكان، وكتب مسودة وقفه بيده. ثم أشهدني عليه به فكتبت له نسخة.
ولم يزل متضعفا في بدنه بعد أن أثرى ورحل إلى القاهرة في حال الطلب. وقرأ على شيخنا الحافظ ابن حجر. ثم لما قدم شيخنا حلب صحبة الأشرف تزوج بمطلقة شهاب الدين ولم يعلم بذلك. فجاء شهاب الدين المذكور مسلما على شيخنا ومع شهاب الدين برنية «1» فيها زنجبيل يهديها لشيخنا، ودخل ابنه إلى أمه فأنكر الشيخ دخول الصبي إلى بيته. فسألني فأخبرته بحقيقة الأمر فاستحى شيخنا منه. ثم أن شيخنا لما سافر من حلب طلقها وندم على طلاقها في الطريق فكتب إليّ كتابا ومن جملته: (77 و) م
وأشاع عني عاذلي ... أني سلوت وما صدق
ومن جملته:
رحلت وخلفت الحبيب بداره ... برغمي ولم أجنح إلى غيره ميلا
أعلل نفسي بالحديث تشاغلا ... نهاري وفي ليلي أحن إلى ليلا
وكان اسمها ليلا. وأمرني في الكتاب بالتكلم معها في مراجعتها فتكلمت وراجعتها إليه. وسفرتها إليه. ودامت عنده بالقاهرة ثم استأذنته بالتوجه إلى حلب لتزور ولديها فأرسلها وصحبتها الشيخ شمس الدين بن قمر تلميذه وكتب إليّ كتابا يقول لي فيه: خيرها بين الإقامة والرجوع إليّ فخيرتها فاختارت الشيخ فجهزتها إليه. ودامت عنده حتى مات. وبلغني أنه طلقها في مرض موته طلاق الفار. انتهى.