أو ديمة وطفأء لم ... تنسب إلى مطر غزير
أن لم يقع شكري لكم ... أذكى من الزهر المطير
لا نلت من زمني سرو ... را ارتجيه ولا حبور
وعليه مّني ما حيي ... ت تحية الروض النضير
وكتب إليه في غزاة غزاها: كامل
سر حيث تحلّه النوّار ... وأراد فيك مرادك المقدارُ
وإذا ارتحلت فشيّعتك سلامة ... وغمامة لا ديمة مدرارُ
تنفي الهجير بظلها وتنيم بالر ... ش القتام وكيف شئت تدارُ
وقضى الإله بان تعود مظفرا ... وقصت بسيفك نحبها الكفّارُ
هذا ما تمناه الولي لا ما تمناه الجعفي، فإنه قال حيث ارتحلت وديمة، وما تكاد معها عزيمة، وإذا سفحت على ذي سفر، فما أحراها بأن تعوق عن الظفر ونعتها بمدرار، فكان ذلك أبلغ في الأضرار. وافر
فسر ذا راية خفقت بنصر ... وعد في جحفل بهج الجمالِ
إلى حمصِ فأنت بها حليّ ... تغاير فيه ربّات الحجالِ
الوزير الأجل أبو بكر ابن عبد العزيز رحمه الله تعالى
ماضي اليراعة، مشهور البراعة، متحقق بالأدب ينسل إليه من كل حدب وله سلف يقصر عن مداناته الأقدار، وشرف تمكن فيه القطب المدار، مع سالفة يتفق عليها ولا يختلف، ومنزلة يتطلع إليها ويستشرق وهمة طالت كالسماك وطالولته، وتناولت كل ما حاولته وبنو عبد العزيز، بنو سبق وتبريز، ما منهم إلا علم مناظر، ولا فيهم إلا من هو للدهر ناظر، وقد أثبت له ما يبهر النفس ويروقها، ويحسك طلوع الشمس وشروقها، فمن ذلك قوله: خفيف
قد هززناك في المكارم غصنا ... واستملناك في النوائب ركنا
ووجدنا الزمان قد لان عطفا ... وتأتى فعلا وأشرق حسنا
فإذا ما سالته كان سمحا ... وإذا ما هززته كان لدنا
مؤثراً احسن الخلائق لا يع ... رف ضنا ولا يكذّب ظنّا
أنت ماء السماء أخصب وادي ... هـ ورقّت رياضه فانتجعنا
نزعت بي ودادك نفس ... قلّ ما استصبحت سوي الفضل خدنا