رحلت ولا شسعي ولا مركبي معي ... فلا حافر يقضي ودادي ولا خفُّ
ولست على التشييع إن سرت قادرا ... فلا عيشة تصفو ولا ريشة تضفو
عزيزٌ على الدنيا وداعك لي غدا ... فلا أدمع تهمي ولا أضلع تهفو
سأشكو إليك البين حسبي ويا له ... ولو غيره ما ضاق عدلٌ ولا صرفُ
أقلني بلى أشكو إليك لياليا ... مضت وعلى أظفارها من دمي وكفُ
وإنّ حبيا بنت عنه لعاطل ... وإنّ عرينا غاب عنك لملتفُّ
وله: متقارب
سقاها الحيا من مغانٍ فساح ... فكم لي بها من معانٍ فصاحِ
وحلّى أكاليل تلك الربى ... ووشّى معاطف تلك البطاحِ
فما أنس لا أنس عهدي بها ... وجرّي فيها ذيول المراحِ
ونومي على حبرات الرياض ... تجاذب بردي مرّ الرياحِ
بحيث لم أعط النهى طاعةً ... ولم أصغ سمعاً إلى لحي لاحِ
وليل كرجعة طرف المريب ... لم أدر له شفقاً من صباحِ
وله: وافر
أخلاني وفي قرب الصدور ... ظبٌي تمضي على قمم الدهورِ
وقد ضمّت جوانحنا قلوباً ... أبت غير القبور أو القصورِ
إذا الكرماء باتت تحت ضيم ... فما فضل الكبير على الصغيرِ
فقبل أبي الدنيّة قيس عبس ... ولم يصغي إلى قول العشيرِ
وله: متقارب
وما أنس ليلتنا والعنام ... قد مزج الكلّ منّا بكلِ
إلى أن تقوّس ظهر الظلام ... وأشمط عارضه واكتهل
ومس رقيق رداء النسيم ... على عاتق البل بعض البلل
وله: كامل
هل تذكر العهد الذي لم أنسه ... ومودتي مخدومةٌ بصفاءِ
ومبيتنا في نهر حمص والحجا ... قد حلّ عقد حباه بالصهباءِ
ودموع طلّ الليل تخلق أعينا ... ترنو إلينا من عيون الماءِ
وله: طويل
وما أنس بين النهر والقصر وقفة ... نشدت بها ما ضلّ من شارد الحبِّ
رميت بعيني رمية جمحت بها ... فلم أنتهي إلا ومجروحها قلبي
وله: وافر
أقول لصاحبي قم لا بأمر ... تنبه إنّ شأنك غير شأنِ
لعلّ الصبح قد وافى وقامت ... على اليل النوائح بالآذانِ
وله: طويل
مررت على الأيام من كل جانب ... أصعّد فيها تارةً وأصوّبُ