مواردها، فافتتحنا ماردها، وثنينا عنان الكريمة، وارتضينا إياباً ببعض الغنيمة، هببت أنت هبوب زيد الفوارس، وقربت تقريب الأسد المداعس، تومض في وجوم، وتمتعض للنجوم، فاستخرجها من أيدينا، وأزعحتها عن نواحينا، ثم صيرت إليك شملها، وكنت أحق بها وأهلها، ومن هناك، وصلت سراك، فصبحت الفيالق، وفتحت المغالق، وتسنمت تلك الحصون، أقسمت لتخرجنهم من أذلة وهم صاغرون، فاذعن لشروطك الشرطان، وازدحمت بالبطين حلقتا البطان، وثار بالثريا ثبور، وعصفت بالدبران دبور، وهكذا استعرضت المنازل، واستهظم جميعها الخطب النازل، ثم تيامنت نحو الجنوب، فواها للمعاصم والجنوب، بسيط
لم يبق غير طريد غير منفلت ... وموثق في حبال القد مسلوب
استخرجت السفينة من لججها، وجالت الناقة بهودجها، وغودرت العقرب بخفق فؤادها، وذعرت النعائم فخاب أصدارها وإيرادها، ولما مسحت تلك الآفاق، فاثخنت فيها وشددت الوثاق، وعطفت الشمال، واتبعت أسباب الشمال، فلا مطلع إلا القى إليك باليمين، واستدارت حوله الفكة فسميت قصعة المساكين، وانتهيت إلى قطب فكان عليه المدار، وتبواتة ففيه من جلالتك افتخار، ثم أزحت صعادك، وأرحت ممسك الأعنة جيادك ونعمت بدار منك محلال، ثم ما نمت عن ذي إكبار لك وإجلال، تتيمة بسحر الكلام، وتجشمه لأن يستقل استقلالك بالإعلام، وإذ لا يتعاطى مضمارك، ولا يشق غبارك، فدونك ما قبلي من بضاعة مزجاة، وإليك مني معطي طاعة وطالب نجوة، إن شاء الله عز وجل، وكتب إلى الوزير الكاتب أبي بكر بن عبد العزيز مجاوباً عن كتاب خاطبه به مسلياً عن نكبته، متقارب
ولو لو أقل شباة الخطوب ... بحد كحد ظبى الصارم
ولم ألق من جندها ما لقيت، بصبر لأبطالها هازم
ولم اعتبر حادثات الزمان ... بخبر خبير بها عالم
لكان خطابك لي ذكرة ... تنبه من سن النائم
ورداء يرد صعاب الأمور ... على عقب الصاغر الراغم
فكيف وقد قرعت النائبات اصغارا، ولقيت هبوبها إعصاراً، ولم استعن في شيء