اسم الکتاب : فوات الوفيات المؤلف : ابن شاكر الكتبي الجزء : 1 صفحة : 413
وجئتها بجيوشٍ كالسيول على ... أمثالها بين آجامٍ من القضب
وحطتها بالمجانيق التي وقفت ... إزاء جدرانها في جحفل لجب
مرفوعة نصبوا أضعافها فغدا ... للكسر والحطم منهم كلّ منتصب
ورضتها بنقوبٍ ذللت شمماً ... منها وأبدت محياها بلا نقب
وغنّت البيض في الأعناق فارتقصت ... أبراجها لعباً منهنّ باللعب
وخلقت بالدم الأسوار [1] فانفغمت ... طيباً ولولا دماء الخبث لم تطب
وأبرزت كلّ خودٍ كاعبٍ نثرت ... رؤوسهم حين زفّوها بلا طرب
باتت وقد جاورتنا ناشزاً وغدت ... طوع الهوى في يدي جيرانها الجنب
بل أحرزتهم ولكن للسيوف لكي ... لا يلتجي أحد [2] منهم إلى الهرب
أضحت أبا لهب تلك البروج وقد ... كانت بتعليقها حمالة الحطب
وتمت النعمة العظمى وقد كملت ... بفتح صور بلا حصر ولا نصب
وجارت النار في أرجائها وعلت ... فأطفأت ما بصدر الدين من كرب
وأفلت البحر منهم من يخبّر من ... يلقاه من قومه بالويل والحرب
أختان في أن كلا منهما [3] جمعت ... صليبة الكفر لا أختان في النسب
لما رأت أختها بالأمس قد خربت ... كان الخراب لها أعدى من الجرب
الله أعطاك ملك البحر إذ جمعت ... لك السعادة ملك البرّ والعرب
من كان مبدأه عكا وصور معاً ... فالصين أدنى إلى كفيه من حلب
علا بك الملك حتى إنّ قبته ... على البرايا غدت ممدودة الطنب
فلا برحت قرير العين مبتهجاً ... بكلّ فتح مبين المنح مرتقب وقال أيضاً يمدحه عند فتح القلعة الروم سنة إحدى وتسعين وستمائة: [1] ص: الأصوار. [2] ص: أحداً. [3] ص: كل منهم.
اسم الکتاب : فوات الوفيات المؤلف : ابن شاكر الكتبي الجزء : 1 صفحة : 413