اسم الکتاب : فوات الوفيات المؤلف : ابن شاكر الكتبي الجزء : 1 صفحة : 397
وجدت فقلت: ألا سائلٌ ... فيعطى ولا راغب يرغب
فمنك العطيّة للسّائلين ... وممّن ينوبك أن يطلبوا فأمر له بمائة ألف درهم، فأخذها، وسأله عن حوائجه فأخبره، فقضاها جميعاً.
وأودع حمزة عند ناسك ثلاثين ألف درهم، ومثلها عند رجل نباذ، فأما الناسك فبنى بها داره وزوج بناته وأنفقها وجحده، وأما النباذ فأدّى إليه الأمانة في ماله، فقال حمزة:
ألا لا يغرّك ذو سجدةٍ ... يظلّ بها دائماً يخدع
كأنّ بجبهته جلبةً ... تسبح طوراً وتسترجع
وما للتقى لزمت وجهه ... ولكن ليغترّ مستودع
فلا تنفرنّ من أهل النبيذ ... وإن قيل يشرب لا يقلع
فعندي علمٌ بما قد خبرت ... إن كان علمٌ بهم ينفع
ثلاثون ألفاً حواها السجود ... فليست إلى أهلها ترجع
بنى الدار من غير ما ماله ... فأصبح في بيته يرتع
مهائر من غير مالٍ حواه ... يقاتون أرزاقهم جوّع
وأدى أخو الكاس ما عنده ... وما كنت في ردّها أطمع وكان عبد الملك بن مروان يعبث به، فوجه إليه ليلة رسولاً وقال: جئني به على أي حالة وجدته، فهجم عليه فوجده داخلاً إلى بيت الخلاء، فقال: أجب أمير المؤمنين، فقال: ويحك! أكلت كثيراً وشربت نبيذاً حلواً وقد أخذني بطني، فقال: لا سبيل إلى مفارقتك، ثم أخذه وأتى به إلى عبد الملك، فوجده قاعداً في طارمة، وعنده جارية جميلة يتحظاها وهي تسجر العود وتبخر أمير المؤمنين، فجلس يحادثه ويعالج ما هو فيه من داء بطنه، فعرضت له ريح فسيبها ظناً أن يسترها البخور. قال حمزة: فوالله لقد غلب ريحها ريح البخور والند
اسم الکتاب : فوات الوفيات المؤلف : ابن شاكر الكتبي الجزء : 1 صفحة : 397