اسم الکتاب : فوات الوفيات المؤلف : ابن شاكر الكتبي الجزء : 1 صفحة : 340
اتصاله بصلاح الدين ابن أيوب قبض شاور على المهذب وحبسه، فكتب إليه يستعطفه فلم ينفع فيه، فالتجأ غل ولده الكامل شجاع وكتب إليه أشعاراً كثيرة من جملتها هذه التي قدمناها، فقام بأمره واصطنعه وضمه إليه بعد أن أمر أبوه شاور بصلبه.
ومن شعر المهذب:
أعلمت حين تجاور الحيّان ... أن القلوب مواقد النّيران
وعلمت أن صدورنا قد أصبحت ... في القوم وهي مرابض الغزلان
وعيوننا عوض العيون أمدّها ... ما غادروا فيها من الغدران
ما الوخد [1] هزّ قناتهم بل هزها ... قلبي لما فيه من الخفقان
وتراه يكره أن يرى أظعانهم [2] ... وكأنّما أصبحت في الأظعان [3] ومنه القصيدة التي كتبها إلى الداعي لما قبض على أخيه باليمن يستعطفه على أخيه الرشيد فأطلقه، وهي:
يا ربع أين ترى الأحبة يمموا ... هل أنجدوا من بعدنا أو أتهموا
نزلوا من العين السواد وإن نأوا ... ومن الفؤاد مكان ما أنا أكتم
رحلوا وفي القلب المعنّى بعدهم ... وجدٌ على مرّ الزمان مخيم
رحلوا وقد لاح الصباح وإنما ... تسري إذا جنّ الظلام الأنجم
وتعوضت بالأنس روحي وحشةً ... لا أوحش الله المنازل منهم
إني لأذكركم إذا ما أشرقت ... شمس الضحى من نحوكم فأسلم
لا تبعثوا لي في النّسيم تحيّةً ... إني أغار من النسيم عليكم
إني امرؤ قد بعت حظي راضياً ... من هذه الدنيا بحظّي منكم [1] ص: الوجد، والتصويب عن الخريدة. [2] ص: أضعانعم. [3] ص: الأضعان.
اسم الکتاب : فوات الوفيات المؤلف : ابن شاكر الكتبي الجزء : 1 صفحة : 340