اسم الکتاب : فوات الوفيات المؤلف : ابن شاكر الكتبي الجزء : 1 صفحة : 304
بخط ابن البواب ونقل ما فيه إلى درج بورق التوز وألزق التوز على خشب وأوقف عليه ابن الشيرازي فأعجبه، وشهد له أن في بعض ذلك أشياء أقوى من خط ابن البواب، واشتهر بذلك في دمشق، وبقي الناس يقصدونه يتفرجون عليه، وكان له ذهن خارق، وتوفي في حدود الثمانين وستمائة، رحمه الله تعالى.
ومن شعره:
إذا افترّ جنح الليل عن مبسم الفجر ... ولاح به ثغرٌ من الأنجم الزهر
وفاحت له من عابق الروض نكهةٌ ... رشفنا به برد الرضاب من الخمر
وعهدي بوجه الأرض مبتسماً فلم ... تغرغر فيها الدمع من مقل الغدر
إذا أرجف الماء النسيم لوقته ... كساه شعاع الشمس درعاً من التبر
وبحر الرياض الخضر بالزهر مزبدٌ ... كأنّا به في فلك مجلسنا نسري
ومن شهب الكاسات بالنجم نهتدي ... إذا تاه ساري العقل في لجة السكر
نصون الحميّا في القناني وإنما ... نصون الفناني بالحميّا ولا ندري
ولما حكى الراووق في العين شكله ... وقد علق العنقود في سالف الدهر
تذكّر عهداً بالكروم فكلّه ... عيون [1] على أيام عهد الصبا تجري
عجبت له والراح تبكي به فلم ... غدت بحباب الكاس باسمة الثغر
إذا ما أتاني كأسها غير مترعٍ ... تحققت عين الشمس في هالة البدر
يناولنيها مخطف الخصر أغيدٌ ... فلله ذاك الأغيد المخطف الخصر
ينادمنا نظماً ونثراً ولفظه ... ومبسمه يغني عن النظم والنثر
فلم يسقني كأس المدامة دون أن ... سقاني بعينيه كؤوساً [2] من السحر
وقال وفرط السكر يثني لسانه ... إلى غير ما يرضى التّقى وهو لا يدري
ردوا من رضابي ما يعيض عن الطلا ... إذا كان وجهي فيه يغني عن الزهر [1] ص: عيوناً. [2] ص: كؤوس.
اسم الکتاب : فوات الوفيات المؤلف : ابن شاكر الكتبي الجزء : 1 صفحة : 304