تلامذته:
انتشر تلامذته في الأمصار حتى كان أكثر علمائها منهم، ولا ريب في أن حصرهم متعذر جداً، وحسبنا أن نذكر ما قاله حين زاره بلاد فارس فانه لم يدخل قرية أو مدينة إلا وكان قاضيها أو مفتيها أو خطيبها من تلامذته أو من أصحابه. وفي طبقات الشافعية للسبكي عدد كبير من هؤلاء التلامذة الذين أصبحوا من أعيان المذهب [1] ، مما قد يؤيد القول: بأن المدارس التي أنشأها الملك لنصرة المذهب الشافعي قد أصبحت تحت إشراف " خريجي " النظامية في بغداد، بعد فترة يسيرة من الزمن، وأن أبا إسحاق كان يمثل الطاقة العلمية التي ساعدت على نشر المذهب الشافعي في القسم الشرقي من الدولة العباسية، في حين كان نظام الملك يمثل التخطيط المادي. مؤلفاته:
1 - المهذب في المذهب: وسماه حاجي خليفة " المهذب في الفروع ". كان سبباً تصنيفه أنه بلغه القول ابن الصباغ " إذا اصطلع الشافعي وأبو حنيفة ذهب علم أبي إسحاق الشيرازي " يعني أن علمه هو مسائل الخلاف بينهما فإذا اتفقا ارتفع ذلك الخلاف، فلهذا صنف هذا الكتاب ليثبت تمكنه في الفقه نفسه، صنفه مراراً فلما لم يوافق مقصوده رمى به في دجلة ثم أجمع رأيه على صورة أخرى احتفظ بها وتناقلها الناس. وقد بدأ تصنيفه سنة 455 وفرغ منه سنة 469، وهو كتاب جليل القدر اعتنى به فقهاء الشافعية وشرحوه (انظر بيان شروحه في كشف الظنون: 1912 - 1913) ، وكان أبو إسحاق شديد الرضى عنه حتى روى انه قال: " لو عرض هذا الكتاب الذي صنفته - وهو المهذب - على النبي صلى الله عليه وسلم قال: هذه شريعتي التي أمرت بها أمتي ". [1] عددت منهم سبعة وأربعين، دون استقصاء، ولا حاجة لإدراج أسمائهم في هذه المقدمة الموجزة، ولا ريب في أن العدد أضعاف ذلك كثيراً.