responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : طبقات الحنابلة المؤلف : ابن أبي يعلى    الجزء : 1  صفحة : 378
فإن رأيتم اليوم من يصلي تطوعا ولا يقيم صلبه بين الركوع والسجود فقد وجب عليكم أمره ونهيه ونصيحته فإن لم تفعلوا كنتم شركاءه فِي الإساءة والوزر والإثم والتضييع.
واعلموا أن مما جهل الناس أن أحدهم يصلي متطوعا ولا يتم الركوع ولا السجود ولا يقيم صلبه لأنه تطوع فيظن أن ذلك يجزيه وليس يجزيه ذلك عَنِ التطوع لأنه من دخل فِي التطوع فقد صار واجبا عليه لازما له يجب عليه إتمامه وإحكامه كما أن الرجل لو أحرم بحجة تطوعا وجب عليه قضاؤها وإن أصاب فيها صيدًا وجبت عليه الكفارة وكما أن الرجل لو صام يوما تطوعا ثم أفطر عند العصر وجب عليه قضاء هذا اليوم وكما أن الرجل لو تصدق بدرهم عَلَى فقير ثم أخذه منه وجب عليه رد ذلك الدرهم عَلَى الفقير فكل تطوع دخل فيه لزمه ووجب عليه أداؤه تاما محكما لأنه حين دخل فيه فقد أوجبه على نفسه ولو لم يدخل فيه لم يكن عليه شيء فإذا رأيتم من يصلي تطوعا أو فريضة فأمروه بتمام ذلك وإحكامه إن لا تفعلوه تكونوا آثمين عصمنا اللَّه وإياكم.
وقد قَالَ: بعض أهل الجهل ليس عَلَى من سبق الإمام ساهيا شيء تأويلا منهم للحديث الذي جاء " ليس عَلَى من خلف الإمام سهو " وقد جاء الحديث بذلك ولكنهم أخطئوا معناه وتأويله إنما معناه من قام ساهيا فيما ينبغي له أن يجلس فيه أو جلس ساهيا فيما ينبغي له أن يقوم فيه أو سها فلم يدر كم صلّى ثلاثا أو أربعا أو ترك بعض التكبيرات ساهيا فليس عليه سهو وليس ذلك فيمن سبق الإمام لم يجيء عَنِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ولا عَنِ المهاجرين والأنصار بيان لمن سبق الإمام ساهيا أو غير ساه وقول النَّبِيّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: " أما يخاف الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس حمار " لم يقل إلا أن يكون ساهيا ولم يأمره بسجدتي السهو وقول ابْن مَسْعُودٍ " لا وحدك صليت ولا بإمامك اقتديت لم يقل إلا أن تكون ساهيا

اسم الکتاب : طبقات الحنابلة المؤلف : ابن أبي يعلى    الجزء : 1  صفحة : 378
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست