اسم الکتاب : رفع الإصر عن قضاة مصر المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 1 صفحة : 339
المتوكل ولده أبا الوليد القضاء مكان أبيه والمظالم، فلم يزل إِلَى أن عزله ووكل بضياعه وضياع أبيه، ثُمَّ صولح عَلَى ألف ألف دينار، وأشهد عَلَيْهِ وَعَلَى أبيه ببيع تِلْكَ الضياع لأمير المؤمنين، وأخرجهما فِي سُرَّ مَنْ رَأَى إِلَى بغداد. إِلَى أن مات أبو الوليد ومات أبوه بعده بدون الشهر فِي أول العشر الأخير من المحرم سنة أربعين ومائتين.
محمد بن إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن السُّلمي المَنَاوي صدر الدين أبو المعالي، شافعي من المائة التاسعة.
ولد فِي شهر رمضان سنة اثنتين وأربعين، واشتغل بالفقه فِي صباه، وحفظ التنبيه وغيره. وأسمِع عَلَى ابن عبد الهادي، والمَيْدُومي، ومن بعدهما. وخرج لَهُ الحافظ ابن زرعة مَشْيَخَة فِي خمسة أجزاء سمعتها عَلَيْهِ. وسمعتُ عَلَيْهِ غيرها. وولي نيابة الحكم قديماً. وسكن مصر قاضياً بِهَا منفرداً. لكنه نائب.
فلما كَانَ فِي سلخ شوال سنة إحدى وتسعين وسبعمائة ولي المنصب فِي زمان مِنْطَاش. وحضر معه جمع كثير من الأمراء والأعيان وفرح الناس بِهِ لأنه كَانَ عارفاً بالأحوال لد دُرْبَةٌ بالأحكام مع حسن ملتقاه وتأليفه القلوب عَلَى محبته. وَكَانَ شكلاً مهيباً مع كثرة المباسطة والمفاكهة مع خواصه. متنعماً من المأكل والمشرب والمنكح والملبس، وَقَدْ ولي تدريس المنصورية بعد الشيخ ضياء الدين وكذلك الشيخونية.
وصنف تخريج أحاديث المصابيح وحدث بِهِ، وسمعْت عَلَيْهِ بعضه، وشرع فِي شرح جامع المختصرات، فلم يزل فِي الولاية إِلَى أن التمس منه منطاش اقتراض مال الأيتام فامتنع، فتهدده وتوعده، فأصرّ عَلَى المنع، فبلغ ذَلِكَ ابن أبي البقاء فبذل مَا التمس منه. فعزل الصدر بعد أن كان العسكر خرجوا لقتال برقوق لما بلغهم خروجه من الكرك. فرجع الصدر من مخيمه إِلَى منزله واستقر بدر الدين ابن أبي البقاء وذلك فِي سابع عشر ذي الحجة من السنة فكانت ولايته سنة وأربعين يوماً.
ثُمَّ أعيد المناوي بعد صرف الكركي فِي ثاني المحرم سنة خمس وتسعين وسبعمائة ثُمَّ التمس منه الظاهر أن يقرضه مَا فِي المودع لما عزم عَلَى السفر إِلَى حلب فامتنع أيضاً، فسعى البدر ابن أبي البقاء ثانياً فأجيب، وصرف المناوي أيضاً من المخيم
اسم الکتاب : رفع الإصر عن قضاة مصر المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 1 صفحة : 339