اسم الکتاب : رفع الإصر عن قضاة مصر المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 1 صفحة : 337
مَا يضرّ البحر أمسَى زاخراً ... أَن رَمَى فِيهِ صَبّى بِحَجَرْ
قال ابن زولاق: وصار ابن الحداد من ولاية الخصيبي فِي كرب شديد. فاتَّفق أن جعفر بن الفرات تأهب للحج وَقَدْ غاب الإِخشيد ونحرير الخادم عن البلد، فاغتنم ابن الحداد الفرصة وتجهز للحج فركب محمله وهو يقول: قَدْ تركت مصر للخصيبي.
وسُمع وهو سائر يقول: اللهم لا تُمِتْنِي فِي دار غُرْبة. فاتفق أنه لما رجع توعَّك فِي الطريق فاستمرَّ فِي ضعفه إِلَى أن دخل من أبواب المدينة فمات وهو سائر فِي المحمل فِي الأرض الَّتِي بُنيت فِيهَا القاهرة، فصُلي عَلَيْهِ فِي مصر، ودُفِن فِي القرافة وقبره معروف.
قال ابن زولاق: مات فِي صفر سنة أربع وأربعين.
وقال ابن خلِّكان: مات فِي المحرم سنة خمس وأربعين. وابن زولاق أَعرف بِهِ فإنه ذكر أن مولده فِي رمضان سنة أربع وستين: وقال فِي آخر ترجمته: عاش تسعاً وسبعين سنة وخمسة أشهر، فهذه المدة مطابقة لِطرفي كلامه وهو تلميذه وبلديّه بخلاف ابن خلكان.
اسم الکتاب : رفع الإصر عن قضاة مصر المؤلف : العسقلاني، ابن حجر الجزء : 1 صفحة : 337