responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رفع الإصر عن قضاة مصر المؤلف : العسقلاني، ابن حجر    الجزء : 1  صفحة : 335
حالها، وإن كَانَتْ دائرة فاهدمها. فوجَّه ابن الحدَّاد وصُحبته عليّ بن عبد الله بن النّواس المهندس وكثُرَ الزِّحام، فلم يزل يرفق بهم اللفظ ويلين لهم القول ويُعلمهم أنه معهم حَتَّى فتحوا الدروب. ودخل الكنيسة فأخرج جميع من فِيهَا من النصارى وأغلق الباب ودفع للمهندس شمعة. ودخل المذبح وكشفه وقال: يبقى خمس عشرة سنة ثُمَّ يسقط منها موضع ثُمَّ يبقى إِلَى تمام أربعين سنة ويسقط جميعها. فأعاد الجواب فتركها وَلَمْ يعمرها، فلما كَانَتْ سنة ست وستين عُمرت كلها ولو تُركت لسقطت.
قال ابن زولاق: كَانَتْ الإخشيدية كلها تَكْرَه ابن الحدّاد لكراهتهم فِي الشافعية ولغاظته عليهم، وكان كثير التردّد إليهم مع ذَلِكَ، فاتفق أن الإِخشيد الكبير غضِب عَلَى بعض حشمه وهو مقبل المُغَنِّي فحبسه، فسُئل ابن الحداد أن يشفع فِيهِ فشفع فِيهِ فأجابه وقال: أنا أرسله إِلَيْكَ. فأرسل إِلَى مقبل فقال: خُذ العود وتوجَّه إِلَى ابن الحداد فإنِّ لَهُ. فتوجَّه إِلَيْهِ وشكره عَلَى شفاعته، فأخرج العود وقال: قَدْ أُمرتُ بأمرٍ. ففطِن ابن الحدّاد وقال والله مَا سمعته إِلاَّ فِي دور الناس من السطح. فرجع مقبل وحلف للإِخشيد أنه حمل العود منه فوجد ابن الحداد جالساً فِي جمع كثير من العلماء والفقهاء والشهود فخِفتُ عَلَى نفسي، فعذره.
قال أبو عمر الكندي: اعتلّ حمزة بن محمد الكِنانيّ فركِبت أنا وابن الحداد إِلَيْهِ فقال: يَا أبا القاسم، جئتك عائداً وزائراً، وقضيت أن أقعد عندك إِلَى الظهر، وَكَانَ عند حمزة جماعة فجلسوا وأخذ أبو بكر وحمزة فِي المذاكرة فِي الحديث والرجال وَمَا يتعلَّق بذلك من فنّ حمزة، وَكَانَ ابن الحدّاد يفي بالعلوم لا يبقى علم إِلاَّ شارك فه مع حسن المذاكرة إِلَى أن اتَّفق أن قال حمزة: مَا يردُ القيامة أحد بميزان أثقل من ميزان قُحافة لأنَّ أبا بكر فِيهِ. فقال أبو بكر الَّذِي أقول: مَا يرد القيامة بميزان أثقل من فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأن أباها فِيهِ. ونهض فانصرف.
قال ابن زولاق: وَكَانَ ابن الحداد إِذَا صلَّى عَلَى جنازة يطيل القيام فِي التكبيرة الآخرة حَتَّى يجاوز مَا نقل عن الشافعي.
قال عبيد الله بن عبد الكريم. فتسمَّعتُ عَلَيْهِ فسمعته يقول: (الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ) إلى قوله: (الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ) .

اسم الکتاب : رفع الإصر عن قضاة مصر المؤلف : العسقلاني، ابن حجر    الجزء : 1  صفحة : 335
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست