responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : رفع الإصر عن قضاة مصر المؤلف : العسقلاني، ابن حجر    الجزء : 1  صفحة : 334
الشفاعة. فقال لَهُ كافور: مَا حجته. وتقدّم بإكرامه وأن يرسل إِلَيْهِ بشيء، وتعصَّب الوزير جعفر بن الفرات لابن الحداد وعاد إِلَى حضور المجلس.
قال ابن زولاق: وَكَانَ ابن الحداد لسَعَةِ علمه وكثرة حفظه إِذَا حضر المجلس لا يكاد يتكلم إِلاَّ بما تقدم إِلَيْهِ عالم، لأنه كَانَ كثير التحرز صيّناً عفيفاً كثير الديانة يحاسِب نفسه بل أنفاسه. وَكَانَ الخصيبي يتوسع فِي الكلام بما اختار من غير تحفُّظ، فيُنكر عَلَيْهِ ابن الحداد. فطال عَلَى ابن الحداد الأمر فِي ولاية الخصيبي حَتَّى قال مرَّةً: اصرفوا الخَصِيبيّ ولو بابن مرحبا. يشير إلى طبيب كَانَ بمصر.
قال ابن زولاق: وحضر ابن الحداد جنازةً فِيهَا غالب أهل البلد، فلما قعدوا فِي المصلّى لَمْ يحضر ابن وليد، فالتفت ابن الحدَّاد إِلَى بعض أتباعه فقال لَهُ: امضِ إِلَى محمد بن وليد فقل لَهُ:
يَا بيت عاتكة الَّذِي عنّا انعزلْ ... حَذَرَ العِدَى وبِهِ الفُؤادُ يُوَكَّلُ
إني لأَمنحُك الصدودَ وإنني ... قَسَماً إِلَيْكَ من الصُّدود لأميلُ
وتجنُّبي بيت الحبيبِ أزوره ... أرضى البغيضَ بِهِ حديثٌ مُعْضِلُ
قال فخرج الناس يتحدثون بهذه القصة. فقال يحيى بن مكي بن رجاء: عندي خطّ ابن الحدَّاد بالطعن عَلَى ابن وليد وأنه غير أهل للقضاء. فقال لَهُ الخصيبيّ: أحضره لي. فأتاه فدفعه لمسبِّح بن عبّاس وقال لَهُ: ظفرت عَلَى من حصف ففعل. فتعصب أتباع ابن الحداد وسبُّوا مُسبِّحاً ووثبوا بِهِ فجاء إِلَى الخصيبي فقال: أنا رجل غريب وَمَا جرى عليّ قليل. وأعاد لَهُ الخط. فبلغ ابن الحداد فأطلق لسانه فِي ابن رجاء وقال: إنما سُئلت عن قاضٍ يفعل كذا وكذا فأجبت أنه لا يصلح.
قال ابن زولاق: واتفق أن كنيسة أبي شنودة انهدم جانبها، وبذل النصارى مالاً كثيراً ليطلق لهم عمارتها فاستفتوا الفقهاء. فأفتى ابن الحدّاد بهدم عمارتها، ووافقه أصحاب مالك وأفتى محمد بن علي بأن لهم أن يرِمّوها ويعمروها. فثارت العامة بِهِ وهمُّوا بإحراق داره فاستتر، وأحاطوا الكنيسة. فبلغ ذَلِكَ الأمير فاغتاظ، فأرسل وجوه غلمانه فِي جمع كثير، فاجتمع عليهم العوامّ ورمَوْهم بالحجارة، فراسلوه، فأرسل إِلَى ابن الحدّاد فقال: اركب إِلَى الكنيسة، فإن كَانَتْ قائمة فاتركها عَلَى

اسم الکتاب : رفع الإصر عن قضاة مصر المؤلف : العسقلاني، ابن حجر    الجزء : 1  صفحة : 334
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست