سكينة بنت الحافظ شرف الدين اليونيني، وبمصر صالح القيمري وخلق لا يحصيهم إلا الله تعالى.
ابن كثير [1] الشيخ الإمام العالم الحافظ المفيد البارع عماد الدين أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير بن ضوء بن كثير بن ذرع [2] البصروي الأصل الدمشقي الشافعي:
ولد بمجدل القرية[3] من أعمال مدينة بصرى في سنة إحدى وسبعمائة إذ كان أبوه خطيبًا بها ثم انتقل إلى دمشق في سنة ست وسبعمائة وتفقه بالشيخ برهان الدين الفزاري[4] وغيره وسمع ابن السويدي[5] والقاسم بن عساكر وخلقًا، وصاهر شيخنا الحافظ المزي فأكثر عنه6 وأفتى ودرس وناظر وبرع في الفقه والتفسير والنحو، وأمعن النظر في الرجال والعلل وولي مشيخة أم الصالح والتنكزية بعد الذهبي، ذكره الذهبي في مسودة طبقات الحفاظ وقال في المعجم المختص: هو فقيه متقن ومحدث[7] محقق ومفسر نقاد وله تصانيف مفيدة، قلت فمن تصانيفه كتاب "التكميل في معرفة الثقات والضعفاء والمجاهيل" جمع بين كتاب التهذيب والميزان وهو خمسة مجلدات وكتاب "البداية والنهاية" في أربعة وخمسين جزءًا وكتاب "الهدي والسنن في أحاديث المسانيد والسنن" جمع بين مسند الإمام أحمد والبزار وأبي يعلى وابن أبي شيبة إلى الكتب الستة وله غير ذلك. [1] الدرر الكامنة 1/ 218 (945) . [2] قال الطهطاوي: والمعروف "ابن زرع" بالزاي. [3] قال الطهطاوي: هو اسم للبلدة التابعة لبصرى التي كان أبوه يخطب وهي بلد صغير وفي كلام الحافظ ابن ناصر الدين أن اسمها مجيدل القرية وعليه يكن التقييد بالقرية للتمييز بينها وبين البلدة الكبيرة التي تسمى المجيدل وبدون تقييد وهي بلدة من بلاد فلسطين بين الناصرة وحيفا. وفي ترجمة والد العماد بن كثير من الدرر الكامنة أنه كان يخطب بالقرية من عمل بصرى ويظهر أن فيه اقتصارًا على القيد المميز، والله أعلم. [4] وهو ابن الفركاح البرهان إبراهيم بن عبد الرحمن الغزاري المتوفى سنة 729. [5] وقرأ عليه تهذيب الكمال جميعه قال الحافظ بن حجر في ذيل معجمه: وقد قرأت بخطه -في آخر تهذيب الكمال- قرأته من أوله إلى آخره على مؤلفه وأجزت روايته عني لكل من وفق على خطي هذا ا. هـ. وأفاد بهذا أنه داخل في إجازته هذه لكنها عامّة وإن كان فيها بعض خصوص والحافظ ابن حجر لا يعول على الرواية بالإجازة العامة وإن كان فيها ذلك الخصوص كما حققته في أواخر كتابي المسمى "إرشاد المستفيد إلى بيان وتحرير الأسانيد. "الطهطاوي". [7] قال ابن حجر: لم يكن على طريقة المحدثين في تحصيل العوالي وتمييز العالي من النازل ونحو ذلك من فنون الحديث وإنما هو من محدثي الفقهاء وقد اختصر مع ذلك كتاب ابن الصلاح ا. هـ. وإن كان الغالب عليه السعة في حفظ المتون لم يكن بحيث لا يميز العالي من النازل باعتبار معرفته بطبقات الرواة وأحوالهم بل ذلك مما لا يخفي على من هو دونه بمراحل في معرفة الرجال، كيف وقد لازم المزي في ذلك مدة طويلة وعني بجمع التكميل؟!. وفي تراجم من شُهروا بالبراعة تبدو كوامن ابن حجر -سامحه الله.