اسم الکتاب : حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر المؤلف : عبد الرزاق البيطار الجزء : 1 صفحة : 1389
ومر بنا في عسكر من جماله ... فقطع أحشاء وفتت أكبدا
مليح أعار النيرين سناهما ... وعلم غصن البان كيف تأودا
وشاكي سلاح يرهب الأسد لحظه ... ويرعب خطي القنا والمهندا
وحلوا إذا ما افتر باسم ثغره ... أرانا عقيقاً حف دراً منضدا
كسا الله خديه من الورد حلة ... وأسكن في فيه الزلال المبردا
نسيم وغصن رقة ورشاقة ... وأما شذا فالروض كلله الندى
فسبحان من سواه للناس فتنة ... وصوره في دولة الحسن مفردا
شغفت به قدماً ولذ هواه لي ... على رغم غمر لامني فيه واعتدى
وفي حبه أنفقت عمري جميعه ... ولم أخش في شرع الصبابة ملحدا
ولم ينسني ذكراه شيء سولا علا ... أبي الفوز إبراهيم شمس ذوي الهدى
إمام له في كل مجد وسؤدد ... مآثر لا تسطيع إنكارها العدا
ومولى أجل الله في الناس قدره ... وتوجه تاج القبول وأيدا
ونابغة دراكة من بيانه ... وآرائه المعروفة السحر والهدى
جواد له بذل الجزيل سجية ... وبحر ندى عن موجه يؤخذ الندى
تسير له قبل الجسوم قلوبنا ... فلا تنثني إلا وعتها انجلى الصدى
يمازج عز المجد منع تواضع ... ولطف به فيه نسيم الصبا أفندي
إليه انتهى جمع الفضائل سالماً ... فأصبح للأقران مولى وسيدا
ولا غرو عن حاز الكمال جميعه ... فمن يتبع السادات يزداد سؤددا
ومن لأبي الأنوار أستاذنا انتمى ... ينال من الآمال ما كان أبعدا
هو السيد السامي على أهل عصره ... هو السند الحامي إذا عدت العدا
هو الجوهر الفرد الذي بوجوده ... تجدد إيوان العلا وتشيدا
هو المقصد الأسنى لمن كان آملاً ... هو المنهل الأصفى لمن كان ذا صدى
هو المورد المقصود من كل وجهة ... هو الشرف النامي على عدد المدى
اسم الکتاب : حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر المؤلف : عبد الرزاق البيطار الجزء : 1 صفحة : 1389