اسم الکتاب : حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر المؤلف : عبد الرزاق البيطار الجزء : 1 صفحة : 1307
لمكارم الأخلاق صدره، وطاول به زمانه وعمره، وهو في كل علم وافر النصيب، وفي كل عمل عال روضه خصيب.
ولد في سنة ألف ومائتين وسنة واحدة، ومنذ ميز شب أكب على الاستفادة والطلب، ولازم أكابر العلماء حتى ارتقى إلى رتبة الفضلاء، وكان له في الأدب اليد العالية والمعرفة السامية، فمن نظامه قوله:
ما بين غرته والجيد والعنق ... نور يفوق على المصباح والشفق
بدر إذا ما تجلى وانجلى كسفت ... شمس النهار وخرت أنجم الأفق
في ثغره وعذاريه ووجنته ... شهد وآس وورد بالحياء سقي
وفي الجبين هلال السعد منسطع ... والشعر كالمسك أو نوع من الغسق
والطرف من نرجس والريق من ضرب ... والخال كالعنبر الملقى على الورق
إذا تأملته ناديت معتجباً ... سبحان من خلق الإنسان من علق
يا لائمي في الهوى أقصر ففي كبدي ... نار إذا لمتني تزداد بالحرق
فالماء لم تطف ما في القلب من وهج ... لعل تطفى بدمع سال من حدق
وله تخميساً
أقبل الشيب والشباب تولى ... والحشا ذاب في الهوى وتسلى
إن لي مانعاً لديك وإلا ... كل يوم أريد أن أتملى
بك والدهر بيننا يتعذر
ببياض خد نقي سباني ... وبخال وحمرة ومعاني
كيف أسلو وقد سلوت جناني ... والليالي تقول لي بلساني
لا تلمني فالاجتماع مقدر
وله مخمسا
جسدي غدا في الحب منعدم القوى ... وصدى الفؤاد زوى لدي وما ارتوى
فأرى ألذ العيش وصلاً في الهوى ... وأمر ما لاقيت من ألم النوى
قرب الحبيب وما إليه وصول
اسم الکتاب : حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر المؤلف : عبد الرزاق البيطار الجزء : 1 صفحة : 1307