اسم الکتاب : حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر المؤلف : عبد الرزاق البيطار الجزء : 1 صفحة : 1221
الحكيم محمد مؤمن بن محمد بن قاسم الجزائري الشيرازي الماتريدي
أديب لبيب ماهر، سيف ذهنه صقيل باتر، وحكيم حاذق، ثاقب فهمه كاشف عن دقائق الحكمة والحقائق، حاز من الكمالات الحظ الأوفر، وحير الأفكار بما انتخبه في نظمه ونثره من كل معنى نادر وأندر، مجاميعه كنوز الفوائد، ورسائله بين الرسائل فرائد. فمن شعره الدال على فكره الثاقب، قوله مادحاً أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، كرم الله وجهه، وأعلا مقامه وقدره:
دع الأوطان يندبها الغريب ... وخل الدمع يسكبه الكئيب
ولا تحزن لأطلال ورسم ... يهب بها شمال أو جنوب
ولا تطرب إذا ناحت حمام ... ولاحت ظبية وبدا كثيب
ولا تصبو برنات المثاني ... وألحان فقد حان المشيب
ولا تعشق عذارى غانيات ... يزين بنانها كف خضيب
ولا تلهو بحب صبيح وجه ... شبيه قوامه غصن رطيب
ولا تشرب من الصهباء كأساً ... يكون مديرها ساق أديب
ولا تصحب حميماً أو قريباً ... فكل أخ يعادي أو يعيب
ولا تأنس بخل أو صديق ... وذرهم إنهم ضبع وذيب
ولا تفرح ولا تحزن بشيء ... فلا فرح يدوم ولا خطوب
اسم الکتاب : حلية البشر في تاريخ القرن الثالث عشر المؤلف : عبد الرزاق البيطار الجزء : 1 صفحة : 1221