اسم الکتاب : جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس المؤلف : الحميدي، ابن أبي نصر الجزء : 1 صفحة : 398
وذكر له مع صاعد بن الحسن منازعات في ذلك.
أبو عبد الله بن مناو المالقي. أديب شاور مذكور، أنشدنا له في غلام جميل حلق شعره:
حلقوا راسه ليزداد قبحاً ... حذراً منهم عليه وشحا
كان قبل الحلاق صبحاً وليلا ... فمحوا ليله وأبقوه صبحا
أبو عبد الله الفهري غلام أبي علي القالي، من أهل الأدب واللغة، لازم أبا علي إسماعيل بن القاسم حتى نسب إليه لطول ملازمته له، وانتفاعه به.
أخبرني أبو محمد علي بن أحمد، قال: أخبرني غير واحد من أصحابنا، عن أبي عبد الله الفهري اللغوي، قال: دعاني يوماً رجل من إخواني إلى حضور عرس له في أيام الشبيبة والطلب، فخضرت مع جماعة من أهل الأدب، وأحضر جماعة من الملهين وفيهم ابن مقيم الزامر، وكان طيب المجلس، صاحب نوادر، فلما اطمأن المجلس، واستمر السرور بأهله، انحرف ابن مقيم إلينا وأقبل علينا، فقال: يا معشر أهل الإعراب واللغة والآداب، ويأصحاب أبي علي البغدادي، أريد أن أسألكم عن مسألة حتى أرى مقدار علمكم. وسعة جمعكم، فقلنا له: هات بالله قل وأعد يا طيب الخبر، فقال: بماذا تسمى الدويبة السوداء، التي تكون في الباقلاء، عند أهل اللغة العلماء؟ فرجعنا إلى أنفسنا نفكر، فوالله ما عرفنا ما نقول فيها، ولا مرت بأذننا قط، وبهتنا، ثم قلنا له: ما نعرف. فقال: سبحان الله ما هذا وأنتم الضابطون للناس امتهم بزعمكم؟! فقلنا له: أفدنا ما عندك. فقال: نعم، هذه تسمى البيقران. قال الفهري: فتصورت والله في ذهني. وفلت: فيعلان من بقريبقر يوشك أن يكون هذا وعددتها فائدة، فبينا نحن بعد مدة عند أبي علي إذ سألنا
اسم الکتاب : جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس المؤلف : الحميدي، ابن أبي نصر الجزء : 1 صفحة : 398