اسم الکتاب : تهذيب الأسماء واللغات المؤلف : النووي، أبو زكريا الجزء : 1 صفحة : 62
المكى: قال لى أحمد بن حنبل ونحن بمكة: الزم الشافعى، فلزمته حتى خرجت معه إلى مصر. وقال الحميدى: كنا نريد أن نرد على أهل الرأى فلا نحسن، حتى جاءنا الشافعى ففتح لنا. وقال الحميدى: سيد علماء زمانه الشافعى. وكان الحميدى إذا جرى عنده ذكر الشافعى يقول: حدثنا سيد الفقهاء الشافعى. وقال الحميدى: كان الشافعى ربما يلقى علىَّ وعلى ابنه المسألة فيقول: أيكما أصاب فله دينار.
وقال هارون بن سعيد الأبلى أحد شيوخ مسلم فى صحيحه: ما رأيت مثل الشافعى. وقيل لأحمد بن صالح: جالست الشافعى؟ فقال: سبحان الله، كنت أقصر فى مجالسته. وقال على بن معبد المصرى: ما عرفنا الحديث حتى جاءنا الشافعى. وقال المزنى: قدم الشافعى مصر وبها عبد الملك بن هشام النحوى صاحب المغازى، وكان علامة أهل عصره فى العربية والشعر، فذهب إلى الشافعى، ثم قال: ما ظننت أن الله خلق مثل الشافعى، ثم اتخذ قول الشافعى حجة فى اللغة.
وقال الربيع: قال البويطى: ما عرفنا قدر الشافعى حتى رأيت أهل العراق يذكرونه ويصفونه بوصف ما نحسن نصفه، فقد كان حذاق العراق بالفقه والنظر وكل صنف من أهل الحديث وأهل العربية والنظار يقولون أنهم لم يروا مثل الشافعى. قال الربيع: وكان البويطى يقول: قد رأيت الناس، والله ما رأيت أحدًا يشبه الشافعى ولا يقاربه فى صنف من العلم، والله إن الشافعى كان عندى أورع من كل مَن رأيته يُنسب إلى الورع.
قال الربيع: ومن كثرة ما كنت أرى البويطى يأسف على الشافعى وما فاته قلت له: يا أبا يعقوب، قد كان الشافعى لك محبًا يقدمك على أصحابه، وكنت أراك شديد الهيبة له، فما منعك أن تسأله عن كل ما كنت تريد؟ فقال لى: قد رأيت الشافعى ولينه وتواضعه، والله ما كلمته فى شىء قط إلا وأنا كالمقشعر من هيبته، وقد رأيت ابن هرمز وكل مَن كان فى زمن الشافعى كيف كانوا يهابونه، وقد رأيت هيبة السلاطين له. وقال محمد بن عبد الحكم: ما رأيت مثل الشافعى ولا رأى مثله.
وقال محمد: ليس فلان عندنا بفقيه؛ لأنه يجمع أقوال الناس ويختار بعضها، قيل: فمن الفقيه؟ قال: الذى يستنبط أصلاً من كتاب أو سنة لم يسبق إليه، ثم يشعب فى ذلك الأصل مائة شعب، قيل: فمن يقوى على هذا؟ قال: محمد بن
اسم الکتاب : تهذيب الأسماء واللغات المؤلف : النووي، أبو زكريا الجزء : 1 صفحة : 62