اسم الکتاب : تهذيب الأسماء واللغات المؤلف : النووي، أبو زكريا الجزء : 1 صفحة : 226
إلا أن يجفو. وفى رواية: كلما أعيا بعض القوم ألقى علىَّ سيفه وترسه ورمحه، حتى حملت شيئًا كثيرًا، وكان إذا قيل له: ما اسمك؟ يقول: سمانى رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - سفينة، فلا أريد غيره.
وكان سفينة يسكن بكن نخلة، وهو من مولدى العرب، وقيل: من أبناء فارس. قال ابن أبى حاتم: سمعت أبى يقول: اشتراه النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فأعتقه. وقال آخرون: أعتقته أم سلمة، فيقال له: مولى النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، ويقال: مولى أم سلمة. روى البخارى فى تاريخه أنه بقى إلى زمن الحجاج، قال: وفى إسناد هذا نظر، ذكره البخارى، وابن أبى حاتم فى الأسماء المفردة.
وروينا عنه قال: خدمت رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عشر سنين. رُوى له عن رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أربعة عشر حديثًا، روى مسلم أحدها. وروى عنه بنوه عبد الرحمن، وعمر، ومحمد، وزياد، وكثير بنو سفينة، ومحمد بن المنكدر، وسعيد بن جمهان، وغيرهم. روينا عن سفينة، رضى الله عنه، قال: لقينى الأسد، فقلت: أنا سفينة مولى رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فضرب بذنبه الأرض وقعد.
وروينا عنه، قال: ركبت البحر فى سفينة، فكسرت بنا، فركبت لوحًا منها، فطرحنى فى جزيرة فيها أسد، فلم يرعنى إلا به، فقلت: يا أبا حرث، أنا سفينة مولى رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فجعل يغمزنى بمنكبيه حتى أقامنى على الطريق، ثم همهم فظننت أنه السلام.
* * *
باب سلمان
218 - سلمان الفارسى الصحابى، رضى الله عنه [1] :
تكرر فى المهذب. هو أبو عبد الله سلمان الخير، مولى رسول الله - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، سُئل عن نسبه، فقال: أنا سلمان بن الإسلام، أصله من فارس من جى، بفتح الجيم وتشديد الياء، قرية من قرى أصبهان، وقيل: من رام هرمز. روى ابن أبى خيثمة فى تاريخه، عن ابن عباس، قال: حدثنى سلمان، رضى الله عنه، قال: كنت من أهل أصبهان من قرية يقال لها: جى، وكان أبى دهقانها.
وسبب إسلامه مشهور، وأنه هرب من أبيه، وكان مجوسيًا، فلحق براهب، ثم جماعة من الرهبان واحد بعد واحد، يصحبهم إلى وفاتهم، إلى أن دله الأخير على الذهاب إلى الحجاز، وأخبره بظهور النبى - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -، فقصده مع عرب، فغدروا به [1] طبقات ابن سعد (6/16 و7/318) ، والتاريخ الكبير للبخارى (4/2235) ، والجرح والتعديل (4/1289) ، والاستيعاب (2/634) ، وأسد الغابة (2/328) ، وسير أعلام النبلاء (1/505 - 558) ، والكاشف (1/2039) ، وتهذيب التهذيب لابن حجر (4/137) ، والإصابة (2/3357) . تقريب التهذيب (2477) وقال: "أول مشاهده الخندق مات سنة أربع وثلاثين يقال بلغ ثلاثمائة سنة ع"..
اسم الکتاب : تهذيب الأسماء واللغات المؤلف : النووي، أبو زكريا الجزء : 1 صفحة : 226