ورثاه بَعضهم بقوله:
(مَاتَ ابْن يحيى فَمَاتَتْ دولة الْأَدَب ... وَمَات أَحْمد أنحى الْعَجم وَالْعرب)
(فَإِن تولى أَبُو الْعَبَّاس مفتقدا ... فَلم يمت ذكره فِي النَّاس والكتب)
وَذكره الداني فِي طَبَقَات الْقُرَّاء فَقَالَ: روى الْقِرَاءَة عَن سَلمَة بن عَاصِم عَن ابي الْحَارِث، عَن الْكسَائي عَن الْفراء، وَله كتاب حسن فِيهِ.
روى الْقِرَاءَة عَنهُ ابْن مُجَاهِد وَابْن الْأَنْبَارِي وَغَيرهمَا.
788 - أَحْمد بن يحيى الْوَزير بن سُلَيْمَان بن المُهَاجر التجِيبِي أَبُو عبد الله الْمصْرِيّ الْحَافِظ النَّحْوِيّ مَوْلَاهُم
أحد الْأَئِمَّة، روى عَن عبد الله بن وهب وَشُعَيْب بن اللَّيْث وَأصبغ بن الْفروج وَجَمَاعَة. روى عَنهُ النَّسَائِيّ، وَقَالَ: ثِقَة وَالْحُسَيْن بن يَعْقُوب الْمصْرِيّ، وَأَبُو بكر بن أبي دَاوُد وَآخَرُونَ.
ولد سنة إِحْدَى وَسبعين وَمِائَة، وَكَانَ من أعلم أهل زَمَانه بالشعر وَالْأَدب والغريب وايام النَّاس، وَصَحب الشَّافِعِي وتفقه بِهِ، وَكَانَ يتَقَبَّل - فِيمَا ذكر - بَعضهم، أَي يسْتَأْجر الْأَرَاضِي للزَّرْع وَيعْمل للفلاحة، فانكسر بعض الْخراج فحبسه أَحْمد بن مُحَمَّد بن الْمُدبر على مَا انْكَسَرَ عَلَيْهِ، فَمَاتَ فِي السجْن لست خلون من شَوَّال سنة إِحْدَى وَخمسين وَمِائَتَيْنِ - فِيمَا ذكره بَعضهم وَذكر آخَرُونَ أَنه إِنَّمَا مَاتَ سنة خمسين وَمِائَتَيْنِ فِي الشَّهْر الْمَذْكُور فِي السجْن بِمصْر. وَاقْتصر الْحَافِظ ابْن حجر على سنة خمس وَسِتِّينَ.
قَالَ زَكَرِيَّا السَّاجِي عَنهُ: مَا شرب الشَّافِعِي من كوز مرَّتَيْنِ، وَلَا عَاد فِي جماع جَارِيَة مرَّتَيْنِ.