اسم الکتاب : الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة المؤلف : الغزي، نجم الدين الجزء : 1 صفحة : 230
قال: فقلت: بل إذهب مع سيدي، فمشينا إلى باب المعلا، وقال لي: غمض عينيك، فغمضتها، فهرول بي سبع خطوات، ثم قال لي: إفتح عينيك، فإذا نحن بالقرب من الجيوشي، فنزلنا إلى سيدي عمر بن الفارض، ثم ركب الشيخ حمارته، وذهبنا إلى بيته في جامع طولون.
وذكر الشعراوي، عن الشيخ أمين الدين النجار إمام جامع الغمري أن الشيخ أخبره بدخول ابن عثمان مصر قبل أن يموت، وأن يدخلها في افتتاح سنة ثلاث وعشرين وتسعمائة، وأخبره أيضاً بأمور أخرى تتفق في أوقات عينها، وكان الأمر كما قال - رضي الله تعالى عنه - ومحاسنه ومناقبه لا تحصى كثرة، ولو لم يكن له من الكرامات إلا كثرة المؤلفات مع تحريرها وتحقيقها لكفي ذلك شاهداً لمن يؤمن بالقدر، وله شعر كثير كثره متوسط، وجيده كثير، وغالبه في الفوائد العلمية، والأحكام الشرعية، فمن شعره وأجاد فيه:
فوض أحاديث الصفات ... ولا تشبه أو تعطل
إن رمت إلا الخوض في ... تحقيق معضله فأول
إن المفوض سالم ... مما يكلفه المؤول
وقال رضي الله تعالى عنه:
حدثنا شيخنا الكناني ... عن أية صاحب الخطابة
أسرع أخا العلم في ثلاث ... الأكل والمشي والكتابة
وقال في الشافعي - رضي الله تعالى عنه - مضمناً مكتفياً:
إن ابن إدريس حقاً ... بالعلم أولى وأحرى
لأنه من قريش ... وصاحب البيت أدرى
وقال مقتبساً - رضي الله تعالى عنه.
أيها السائل قوماً ... ما لهم في الخير مذهب
أترك الناس جميعاً ... وإلى ربك فارغب
وقال مقتبساً أيضاً:
عاب الإملاء للحديث رجال ... قد سعوا في الضلال سعياً حثيثا
اسم الکتاب : الكواكب السائرة بأعيان المئة العاشرة المؤلف : الغزي، نجم الدين الجزء : 1 صفحة : 230