اسم الکتاب : الشيخ محمد بن عبد الوهاب في مرآة علماء الشرق والغرب المؤلف : الإستانبولي، محمود مهدي الجزء : 1 صفحة : 64
إن الحملة المصرية أفسحت المجال أمام العودة بشبه الجزيرة العربية إلى دور الانحطاط من جديد، كما مهدت الطريق أمام الانكليز ليسيطروا على أمارات الخليج العربيّ التي كان معظمها يشكّل جزءاً لا يتجزّأ من الدولة السعودية الأولى، بالإضافة إلى أنها أفسحت المجال أمام كثير من الدول الأوربية، بزعامة بريطانيا للتدخل في شؤون البلاد العربيّة والإسلاميّة تدخلاً تطور مع الزمن حتى أصبح احتلالاً استعمارياً بأبشع مظاهره ونتائجه، بالإضافة إلى أنها كانت من العوامل الرئيسية إلى الاحتلال البريطاني لمصر فيما بعد[1].
والغريب المضحك والمبكي معاً أن يتهم هذا الأستاذ حركة الشيخ محمد بن عبد الوهاب بأنها من عوامل هدم الخلافة العثمانية، مع العلم أن هذه الحركة قامت حوالي عام 1811م والخلافة هدمت حوالي عام 1922م!!.
ولنستمع بعد ذلك إلى كلام الأديب الأخ علي الطنطاوي في التحقق من عداوة الإنكليز لحركة هذا الإمام العظيم:
"ولقد ذكرت في ترجمة أحمد بن عرفان –الشهيد- خبر الدولة الإسلامية التي أقامها في شمال الهند، وحاربت السيخ وكسرتهم، وعجز عنها الانكليز فلم يجد وسيلة إلى القضاء عليها، إلا اتهامها عند شيوخ القبائل الأفغانية بأنها دولة وهابية فاستحلوا بذلك قتالها وقضوا عليها2"
فهل يقنع مؤلف كتاب: "كيف هدمت الخلافة" بما سبق ليرجع عن رأيه السابق بأن جماعة الشيخ محمد بن عبد الوهاب كانوا من عوامل القضاء على الخلافة بدعم من الانكليز؟!.
وقد سها عن بال هذا المؤلف أن قيام الخلافة من الدين، وقد جاء في الحديث الصحيح: "من خلع يداً من طاعة، قلي الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتةً جاهليّة! " رواه مسلم. [1] للأستاذ أحمد العسة صفحة 23.
2 رسالة الشيخ محمد بن عبد الوهاب 1/8
اسم الکتاب : الشيخ محمد بن عبد الوهاب في مرآة علماء الشرق والغرب المؤلف : الإستانبولي، محمود مهدي الجزء : 1 صفحة : 64