اسم الکتاب : الشيخ محمد بن عبد الوهاب في مرآة علماء الشرق والغرب المؤلف : الإستانبولي، محمود مهدي الجزء : 1 صفحة : 134
إلى الجهات النائية، بينما كانت حاله في المدينة غير مستقرة وتحيط به الأزمات والمشكلات، ويهدّد دعوته الأعداء من الداخل والخارج.
ومما يؤسف له أن هذا السلاح الإعلامي العام في تبليغ الملوك والرؤساء والعلماء، مهجور وقد كنت كتبت إلى بعض الجهات الإسلامية المسؤولة بوجوب تحقيق هذه السنة النبوية الخطيرة، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "بلغوا عني ولو آية" الحديث رواه البخاري.
وقد كان يجعل لشاعره حسان منبراً في مسجده في المدينة ويدعوه لينافح عن الإسلام، ويشجعه بقوله: اهجم وروح القدس معك ما نافحت عن رسول الله!
فهلا خصصنا للتوحيد ومحاربة الوثنية شعراء دائمين كما فعل؟!
وقد كان هذا النبي يعرض نفسه على القبائل ويقطع المسافات الشاسعة لتبليغ دعوة الإسلام، ولا ننسى رحلته البعيدة إلى الطائف من مكة، مشياً على الأقدام في الحر الشديد لهذه الغاية، مما لا يقدر عليه إلا الأبطال، وقد عرفت ذلك من زيارتي لأول مرة لهذا البلد الجميل.
وقد دلنا على أهم سبل الدعوة بدفع الأموال إلى بعض الزعماء والأدباء يتألف قلوبهم أملاً بإسلامهم وإسلام أتباعهم، وكان مما قاله في حديث رواه البخاري: "لو آمن عشرة من اليهود، لآمن يهود".
وليسمح لي القارئ أن أقول إنني أقوم جهد المستطاع بدوري كمسلم مكلف بالدعوة، فقد كتبت إلى البابوات في روما والقاهرة وغيرهما كتباً أثبت فيها صحة دعوة الإسلام من التوراة والإنجيل كوحدانية الله تعالى، وعبودية المسيح "صلى الله عليه وسلم" ورسالته فقط وعدم صلبه، إنما صلب غيره كما أثبت مجيء الرسول صلى الله عليه وسلم، فأخبرني البابا في رسالة بوصول كتابي إليه
اسم الکتاب : الشيخ محمد بن عبد الوهاب في مرآة علماء الشرق والغرب المؤلف : الإستانبولي، محمود مهدي الجزء : 1 صفحة : 134