اسم الکتاب : الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب ومنهجه في مباحث العقيدة المؤلف : آمنة محمد نصير الجزء : 1 صفحة : 241
سنابك خيلها وصوارم سيوفها[1].فلم يكن أمام محمد بن عبد الوهاب مجال للاختيار فما دام هو لا عصبية له بين القبائل بنجد على ما ذكرنا في نسبه ونشأته وما دام قد حيل بينه وبين دعوته التى بدأها في حريملاء بالحكمة والموعظة الحسنة واضطر للهجرة منها إلى العيينة ثم اضطر للهجرة مره أخرى إلي الدرعية فلم يكن أمامه من سبيل إلا سبيله الذي هدى إليه بمبايعة ابن سعود ليكون نصيرا له في دعوته لقاء إمامة بشر بها ابن سعود وذريته.
ولكن إدخال العقيدة كعنصر في الصراع الدائر على أرض نجد تجاوز في آثارة نطاق نجد سائر الجزيرة العربية ثم تجاوز نطاق الجزيرة العربية إلى العالم الإسلامي بل شد أنظار القوى المتربة بالعالم الإسلامي من خارجه على نحو يقتضي تفصيل البيان.
كانت نجد قد انفصمت علاقتها بالخلافة منذ عهد الخليفة العباسي الراضي باستيلاء القرامطة عليها. وبعد زوال القرامطة لم تعد نجد إلى سلطة الخلافة أبدا[2] ولما قامت الخلافة العثمانية لم يكن لها أي نفوذ في الإحساء وما جاورها وفي الأجزاء الغربية على مكة والمدينة والطرق الموصلة بينهما. وكانت الخلافة العثمانية تعهد بامر الحرمين الشريفين إلى أشراف مكة أما بأمر سلطاني مباشر أو عن طريق واليها على مصر[3]كما كانت تعهد إلى والي العراق بتولية من يراه على الإحساء، وقد ظهرت الدولة السعودية القائمة على فكر محمد بن عبد الوهاب خلال هذه الظروف السياسية التي يمكن إيجازها فيما يلي:
فراغ سياسي كامل في نجد بعدم وجود سلطة سياسية مستقرة لا على نحو موحد ولا حتى على نحو متفرق، إذ كانت الإمارات والمشيخات [1] أمين الريحاني تاريخ نجد الحديث وملحقاته. ص 61 ومن عباراته فى وصف ضراوة الصراع في نجد قوله:" أنا صاحب الرياض وأنت صاحب الدرعية، فإما أن أقتلك أو أغلبك ثم أجلوك عن البلاد واستولي عليها وإما أن تفعل أنت فيكون لك في ما أريده فيك" [2] د. منير العجلاني. تاريخ البلاد العربية السعودية. ص 450 [3] د. منير العجلاني. تاريخ البلاد العربية السعودية. ج1 ص 31
اسم الکتاب : الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب ومنهجه في مباحث العقيدة المؤلف : آمنة محمد نصير الجزء : 1 صفحة : 241